تقوم مبادئ الأرشاد والعلاج النفسي الأسري على المبادئ الإنسانية التي تنظر للإنسان على إنه جزء من كيان أكبر سواء كان الأسرة النواة أم الأسرة الممتدة أم المجتمع الكبير أم الكون كله، ومن ثم فإن الخلل الذي يصيب أي جزء من هذه المنظومة ينعكس على جميع الأجزاء بدرجات مختلفة، وأن...
تقوم مبادئ الأرشاد والعلاج النفسي الأسري على المبادئ الإنسانية التي تنظر للإنسان على إنه جزء من كيان أكبر سواء كان الأسرة النواة أم الأسرة الممتدة أم المجتمع الكبير أم الكون كله، ومن ثم فإن الخلل الذي يصيب أي جزء من هذه المنظومة ينعكس على جميع الأجزاء بدرجات مختلفة، وأن الإنسان (المنظومة) بمقدار ما يحمل في ذاته أسباب المشكلة، فإنه أيضاً يحمل إمكانات حلها في الوقت نفسه. والمرض أو الإضطراب حين يحصل فإنه يسعى إلى تحقيق أهداف عدة في المنظومة، منها تثبيت المنظومة والعمل على إستقرارها، وتحقيق مكاسب المعني أو لمن حوله، ومن ثم فإن علاج الفرد الذي تم تشخيصه في المنظومة على أنه "مريض" أو "مضطرب" أو "منحرف"... إلخ يعني بالنسبة له سحب مكاسب يحققها "المرض"، وكذلك تهديد جزء آخر من المنظومة أو المنظومة كلها بالخلل، لذلك تنشأ مقاومات شعورية أو لاشعورية ضد الحل.
ومن هنا، فإن العلاج الأسري لا ينظر للفرد في سياق منعزل عن بيئته ومحيطه النفسي والإجتماعي والبيئي، وهذا بالطبع لا يعني أن العلاج الأسري لا يعمل إلا مع المجموعات سواء كانت أسرة أو جماعة مهنية او ما يشبه ذلك، إنه شكل من أشكال العلاج الذي ينظر للنفس كمنظومة مستقلة مركبة قائمة ومنظمة لذاتها، إلا أنه في الوقت نفسه لا يعيش مستقلاً عن المنظومات الإجتماعية والبيئية الأخرى.