حرصت الكثرة الكاثرة من الجامعات العربية على تدريس مهارات الإتصال لايمائها بفوائده المعرفية واللغوية، ولرغبتها في تحقيق هدف ذي شقين متكاملين:أولهما: حاجة الطالب إلى الإتصال الشفوي والمكتوب بزملائه وأساتذته لأداء حاجاته الوظيفية الجامعية.وثانيهما: حاجة الطالب نفسه إلى...
حرصت الكثرة الكاثرة من الجامعات العربية على تدريس مهارات الإتصال لايمائها بفوائده المعرفية واللغوية، ولرغبتها في تحقيق هدف ذي شقين متكاملين: أولهما: حاجة الطالب إلى الإتصال الشفوي والمكتوب بزملائه وأساتذته لأداء حاجاته الوظيفية الجامعية. وثانيهما: حاجة الطالب نفسه إلى امتلاك المهارات التي تؤهله لمتابعة هذا الإتصال بعد تخرّجه في الجامعة، وخوضه غمار الحياة العملية. وليست هناك مسوغات مقنعة للإهتمام التربوي بنظرية الإتصال، وهي نظرية لغوية، غير الإحساس بأن الطالب العربي يجب أن يتمهّر في اللغة العربية وهي قناة الإتصال التي يستعملها في اتصاله بالآخرين. إذ إن الترجح في هذا الإستعمال يؤثر تأثيراً سلبياً في إتقانه مسافاته الجامعية عندما يكون طالباً، ويجعل مستواه العلمي ومكانته الإجتماعية تتدنى بعد تخرّجه في يالجامعة وإقباله على العمل. وقد دلّتنا التجربة على أن إتقان هذه المهارات يُدني الطالب من الإجادة، ويحفزه إلى العمل الإيجابي، ويُنمّي مواهبه وإمكاناته اللغوية ويكسبه سلوكاً إتصالياً جيداً. وهذا يعني أن مهارات الإتصال ليست غاية، بل هي وسيلة لتنمية شخصية الطالب، وتزويده بالأساليب الملائمة للتكيّف مع مجتمعه، سواء أكان اختصاصه علمياً أم أدبياً، وسواء أكان يدرس التربية أم الطب أم الهندسة أم الإدارة والإقتصاد أم غير ذلك. فالإنسان لا يرسل طوال حياته، بل يستقبل أيضاً، ويحتاج في إرساله واستقباله إلى قناة إتصال لغوية مناسبة، وإلى رسالة تجعل الإتصال ذا فائدة. وليست هناك بيئة كالبيئة الجامعية توفر للإنسان فرصة التدرّب على الإتصال بالآخرين، واكتشاف مواهبه واستعداداته اللغوية في اثناء هذا الإتصال، فضلاً عن تفتّح إمكاناته في البحث، وتهيئته للدراسات العليا، ولسوق العمل، وللتعامل مع الآخرين في عصر يشده إلى الفردية ويزجّه في الأنانية. تناول هذا الكتاب موضوع مهارات الإتصال في اللغة العربية في ثلاثة فصول: الأول: نظرية الإتصال. وقد عالجنا فيه مفهوم الإتصال وأركانه الأربعة (المرسل والمستقبل والرسالة وقناة الإتصال). والثاني: مهارات الإتصال الشفوي. وقد عالجنا فيه مفهوم الإتصال الشفوي، ومهارات الخطابة والإلقاء والسؤال والمحاضرة والتحدث والإتصال الشخصي والإستماع والتلخيص والعرض. والثالث: مهارات الإتصال الكتابي. وقد عالجنا فيه مفهوم الإتصال الكتابي، ومهارات ضبط الكتابة (علامات الترقيم – الأخطاء الشائعة – النحو العربي – الإملاء)، ومهارة كتابة المقال.