الممارسة التأملية واحدة من أكثر التحسينات الجديدة الأكثر كفاية في التأثير على المجتمع التربوي، ولكن لغاية الآن لم يكن هناك مرشد عملي لهذا التضمين، أخيراً يستطيع كل شخص له إهتمام بمسألة تحسين التعليم أن يستكشف هذه الإستراتيجية المميزة، والتي تحرك الناس وتدفعهم من خلال...
الممارسة التأملية واحدة من أكثر التحسينات الجديدة الأكثر كفاية في التأثير على المجتمع التربوي، ولكن لغاية الآن لم يكن هناك مرشد عملي لهذا التضمين، أخيراً يستطيع كل شخص له إهتمام بمسألة تحسين التعليم أن يستكشف هذه الإستراتيجية المميزة، والتي تحرك الناس وتدفعهم من خلال عملية مستمرة للتطوير المهني. يبين كتاب (الممارسة التأملية للتربويين) بوضوح أن النظرية والتطبيق لا يمكن فصلهما، ومن أجل تغيير الطريقة التي تعمل بها الأشياء، فإننا يجب أولاً أن نفهم ما الذي نفعله الآن ولماذا نفعله، وذلك قبل أن نستطيع تبني أساليب جديدة ولأن هذا هو مرشد عملي، حيث يهدف إلى مساعدة القراء على وضع أفكارهم قيد التنفيذ فوراً، فإن الممارسة التأملية قد تم شرحها من خلال الكثير من الأمثلة الحية، فالمؤلفان يقدمان خطوط إرشاد عامة للإنخراط في الممارسة التأملية، وعما يجب عمله وكيفية عمل ذلك.
وبإستخدام خبرتهما وخبرة الممارسين التأمليين الآخرين، فإن أوسترمان وكوتكامب ينقلانا إلى المرونة وقابلية التغير وعدم التوقع في هذه العملية، كما أنهما أقاما الحجة القوية في سبب فعالية الممارسة التأملية وسبب تأثيراتها طويلة الأمد، ففي مهنة كالتعليم فإن هذه النقطة الثانية بحد ذاتها سبب كاف لكي نسعى إلى فهم مكثف لأي شيء له أثر على أطفالنا.
لقد قام المؤلف بكتابة هذا الكتاب بسبب إهتمامنا البالغ لتحسين التعليم، ولتحسين التعليم يجب أن نغير المدارس، ولتحسين المدارس، يجب تغيير الأفراد، ولتحسين الأفراد، يجب علينا تغيير الطرق التي نحاول من خلالها إحداث التغيير.
هذا بالإضافة إلى أن كتابة هذا الكتاب ليس بسبب أننا نشترك في الإهتمام المهني في التأمل فحسب، بل لأننا نشترك في الإلتزام الوجداني للعملية التي نؤمن بأنها الأمل الكبير في إحداث التغيير الكافي والمطلوب.
وقام المؤلف في هذا الكتاب بوضع كلمات التأمل والعملية التأملية أصبحت كلمات رنانة، ولكن هنا نقص هائل في المصادر لجعل هذه العملية جاهزة للإستعمال من قبل الأشخاص الذين لم يصبحوا خبراء في هذا النموذج، فهناك حاجة واسعة لمزيد من المعلومات عن الفكرة وتطبيقاتها، خاصة وأن نمط التطبيق التأملي يقف على النقيض تماماً لكثير من الفرضيات التي تشكل الأنماط التقليدية شائعة الإستعمال.
يستكشف الفصل الأول العملية التأملية ضمن السياق الإجتماعي والتنظيمي، فإن الفصل الثاني يركّز مباشرة على العملية التأملية كعملية تطوير مهنية، أما الفصلين الثالث والرابع يقدمان خطوطاً عريضة للدخول في العملية التأملية، والفصول الثلاثة اللاحقة فيصف فيها العملية التأملية فعلياً، عن طريق وصف خبراتنا الشخصية في العملية التأملية في مواقف وترتيبات مختلفة.