"إيريك هامبور إيركسون" (1902- 1994) واحد من أواخر عظماء التحليل النفسي في العصر الحديث، صاحب نظرية اجتماعية في علم النفس، حاول بناء علم نفس اجتماعي لا يقتصر على رؤى تحليلية نفسية فقط، بل أراد استكمال نظرية التحليل النفسي أو مدها إلى ذلك الجانب الآخر، اي إلى المحيط الذي يولد ويعيش...
"إيريك هامبور إيركسون" (1902- 1994) واحد من أواخر عظماء التحليل النفسي في العصر الحديث، صاحب نظرية اجتماعية في علم النفس، حاول بناء علم نفس اجتماعي لا يقتصر على رؤى تحليلية نفسية فقط، بل أراد استكمال نظرية التحليل النفسي أو مدها إلى ذلك الجانب الآخر، اي إلى المحيط الذي يولد ويعيش الفرد فيه وتأثيره عليه، وعنده أن كل سلوك إنساني، سواء كان سليماً أم مريضاً، يتجدد من خلال عدد لا متناهي من العوامل، أكثر مما يمكن لأية نظرية علمية أن تدركه، لذلك وسَع إيركسون نظرية النمو التحليلية النفسية وطرح نموذجاً شاملاً لمراحل الحياة، حيث يواجه الفرد طبقاً لذلك في ثمانية "أزمات" نمائية –منذ الولادة وحتى الموت- مهمات ومشكلات أساسية للوجود الإنساني. يهدف هذا الكتاب إلى تعويض ما يفتقده المرء في كتابات إيركسون، التنظيم المنهجي والعرض الكلي للكم الكبير من مساهماته النظرية والإكلينيكية، من نحو منتقشة مفهوم الهوية أو نموذج الشخصية أو المساهمات الأخلاقية والسيرورية على سبيل المثال، ويتمثل هدف الكتاب أيضاً في إنجاز ارضية لمساهمات إيركسون النظرية والإكلينيكية التي تسهل على القارئ دراسة النصوص الأساسية، وقد عرض المؤلف سيرة إيركسون وأعماله، وطبيعة سيرة حياة إيركسون كلها، وإنجازاته العلمية ومواقفه الشخصية، وخصوصاً ما يتعلق منها بالهوية وأزمة الهوية، ومراحل دورة الحياة، منذ الطفولة وحتى نهاية الحياة، والأزمات التي تترافق مع كل مرحلة، وظهور الاستبداد في الشخصية وميول التعصب والتطرق بنتيجة هذه الأزمات في سن المراهقة، وظهور الشخصية الديماغوجية والكاريزمية في اللحظة التاريخية وتأثير سطوة الأنا (السلطة الداخلية والسطوة الخارجية (سلطة المجتمع).