إن أيّ مجتمع عبارة عن مجموعة من الناس، ومن أجل أن تعيش هذه المجموعات معاً، لا بد أن تفهم وتتقبل بعضها بعضاً، لأن التفاهم والتقبل يأتي عادة عن طريق التفاعل؛ إذ لابدّ أن تتفاعل هذه المجموعات معاً؛ ليتم التفاهم والتقبل فيما بينها، وإذ أريد لهذا التفاعل أن يكون أيجابياً مثمراً...
إن أيّ مجتمع عبارة عن مجموعة من الناس، ومن أجل أن تعيش هذه المجموعات معاً، لا بد أن تفهم وتتقبل بعضها بعضاً، لأن التفاهم والتقبل يأتي عادة عن طريق التفاعل؛ إذ لابدّ أن تتفاعل هذه المجموعات معاً؛ ليتم التفاهم والتقبل فيما بينها، وإذ أريد لهذا التفاعل أن يكون أيجابياً مثمراً فيجب أن يحدث منذ الطفولة أي بتربية وتعليم أفراد المجتمع معاً على اختلاف فئاتهم وطوائفهم وألوانهم وقدراتهم؛ حتى يؤدي هذا التفاعل إلى التفاهم والتقبل، وبالطبع فالمدرسة هي المكان الطبيعي لمثل هذا التفاعل، ولقد أخذ الإعلام والكثير من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يرددون في ذلك الوقت مصطلحاً جديداً على الساحة التربوية والاجتماعية وهو مصطلح "الدمج Inclusion" للتعبير عن هذا التفاعل. ويتعرّض هذا الكتاب لموضوع الدمج من زوايا مختلفة، مهو يتضمن أحد عشر فصلاً كل فصل منها عبارة عن مقالة أو دراسة نشرت حديثاً في المجلات والدوريات المتخصصة في مجال التربية وتعليم وتأهيل الطلاب المعوقين، وقد تم ترجمتها بتصرف لتتلاءم مع المصطلحات والتطبيقات التربوية في المدارس العربية.
فيناقش الفصل الأول المبررات التي قامت عليها عملية الدمج وفوائد هذه العملية، أما كل من الفصل الثاني والثالث والرابع فتتعرض إلى العوامل التي تساعد على نجاح عملية الدمج والنصائح التي يسترشد بها المدرسون الذين يطبقون برنامج الدمج في فصولهم.
وفي الفصل الخامس يعرض أربعة من النماذج المستخدمة لتطبيق برامج الدمج بنجاح، ويعرض كل من الفصل السادس والسابع وسائل وأساليب تقويم برامج الدمج، أما الفصل الثامن والتاسع فيتحدثان عن المناهج والجداول الدراسية في فصول الدمج، وقد خصص كل من الفصل العاشر والحادي عشر للحديث عن المشكلات السلوكية أو السلوك غير الملائم الذي قد ظهر في فصول الدمج وأساليب الحد منها.