ينطلق هذا الكتاب من ثيمة علمية تناغم مع الواقع، وتجيب عنه وفق محددات ومعايير يستحضرها البحث العلمي لتشخيص أزمات المجتمع معتمداً بصورة أو أخرى على البناء الإعلامي لمختلف الأزمات التي تتناولها مختلف وسائل الإعلام، وطريقة عرضها وتعاملها معها، إذ أن الأزمات هي نتاج لعدة...
ينطلق هذا الكتاب من ثيمة علمية تناغم مع الواقع، وتجيب عنه وفق محددات ومعايير يستحضرها البحث العلمي لتشخيص أزمات المجتمع معتمداً بصورة أو أخرى على البناء الإعلامي لمختلف الأزمات التي تتناولها مختلف وسائل الإعلام، وطريقة عرضها وتعاملها معها، إذ أن الأزمات هي نتاج لعدة مرجعيات فعلية وواقعية، تحولها وسائل الإعلام لدى الجمهور إلى تمثل رمزي للواقع، وتمنحها، بالتالي، بعداً ذاتياً، على هذا الأساس يحاول هذا الكتاب أن يدرس العلاقة بين وسائل الإعلام والأزمات من منظور النظرية البنائية. وبهذا فإنه يشكل إمتداداً للدراسات التي اهتمت بتمثل الواقع في وسائل الإعلام وقيام وسائل الإعلام بالوساطة بين جمهورها والواقع، وهو ما ذهب إليه الباحثون والدارسون في هذا الجانب، كما أن جذب تعاطف الناس وقت الأزمة يكون أكثر أهمية من ذكر الحقيقة، وتعد الأزمات مادة خصبة وثرية لوسائل الإعلام، وتحظى بتغطية على نطاق واسع وتسعى إليها لإرضاء جماهيرها وتزويده بالمعلومات، بالرغم من أن وسائل الإعلام تركز في تقاريرها الإخبارية على الأخبار السيئة والأخطاء والحوادث والفضائح التي تقع في المجتمع.