أصبحت مؤسسات التمويل الدولي الكبرى، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي مثاراً للجدل فيما يتعلق بأهدافها، ودورها في الدول النامية عموماً، وفي دول جنوب الصحراء على وجه الخصوص.فعلى الرغم من السياسات المعلنة للصندوق التي تستهدف مكافحة الفقر، ومساعدة الناس في الحفاظ على بيئتهم من...

أصبحت مؤسسات التمويل الدولي الكبرى، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي مثاراً للجدل فيما يتعلق بأهدافها، ودورها في الدول النامية عموماً، وفي دول جنوب الصحراء على وجه الخصوص.
فعلى الرغم من السياسات المعلنة للصندوق التي تستهدف مكافحة الفقر، ومساعدة الناس في الحفاظ على بيئتهم من خلال تقديم الموارد وتبادل المعارف، وبناء القدرات، وتكوين الشراكات في القطاعين العام والخاص في الدول النامية، إلا أن البعض يرى أن صندوق النقد الدولي ومؤسسات التمويل الكبرى ما هي إلا أدوات جديدة لفرض النفوذ الرأسمالي للدول الصناعية على دول كانت إلى وقت قريب مستعمرات تابعة لها.

يستهدف هذا الكتاب إلقاء الضوء على "صندوق النقد الدولي" كمؤسسة رئيسة للتمويل الدولي، والتعرض لنشأته، والتطور في أهدافه ووظائفه، وتكوينه المؤسسي والتنظيمي، ثم البحث في أثر سياسات صندوق النقد الدولي في إقتصاديات الدول النامية وفي تفاقم وتزايد مشكلة المديونية لدى تلك الدول.

وبناءً على ما تقدم انتظم البحث في خمسة فصول جاء الفصل الأول كإطار نظري لصندوق النقد الدولي وأهدافه وتطوره وعلاقته بالمنظمة العالمية للتجارة، بينما جاء الفصل الثاني ليتحدث عن دور صندوق النقد الدولي في مشكلة المديونية للدول النامية والبرامج التي يعقدها الصندوق مع أعضاءه من الدول النامية، وتتبّع الفصل الثالث سياسات ومخاطر صندوق النقد الدولي مثل (مصر) وبعض الدول العربية، ويكشف الفصل الرابع عن الهيمنة الأمريكية على الصندوق وسياسات التثبيت الهيكلي، ويأتي الفصل الخامس والأخير للبحث في برامج التكيف الهيكلي وأثرها في تدهور إقتصاديات الدول النامية بزعم الإصلاحات الإقتصادية.