يتقصّى التونسي علي مصباح (1953)، في روايته الجديدة (سان دني) (دار الجمل، 2105 )، ماضي الشباب التونسي المهاجر إلى فرنسا، وبحثهم عن ذواتهم المهدورة هناك، عبر الانكباب على تحقيق الغايات المنشودة، ليجدوا أنفسهم في بحر من الصراعات والتناقضات والمشقّات التي كانت تتراكم في طريقهم،...
يتقصّى التونسي علي مصباح (1953)، في روايته الجديدة (سان دني) (دار الجمل، 2105 )، ماضي الشباب التونسي المهاجر إلى فرنسا، وبحثهم عن ذواتهم المهدورة هناك، عبر الانكباب على تحقيق الغايات المنشودة، ليجدوا أنفسهم في بحر من الصراعات والتناقضات والمشقّات التي كانت تتراكم في طريقهم، وتحرفهم عن مساراتهم المرسومة، فيقعوا في فخاخ اليأس أو التشرّد أو الضياع.
تعود الرواية إلى سنوات السبعينيات والثمانينات من القرن العشرين في تونس وفرنسا، وترصد المتغيِّرات التي طرأت على ذهنيات أولئك الشباب الذي هاجروا إلى باريس طلباً للعلم، أو للعمل، وكيف أصبحت حياتهم هناك مزيجاً من الغربة المركَّبة، إذ تعرَّضَ قسم منهم للابتزاز بشتّى السبل، سواء من أبناء بلده، أو من آخرين لم يرحموه، واضطرّ إلى تقوية آلياته الدفاعية، ليتمكّن من الاستمرار والصمود، وتحدّي الظروف التي وجد نفسه عالقاً في قيودها.