هذا الكتاب يحاول أن يعالج الكثير من نظريات ومداخل وتطورات حقل السياسة الدولية والذي أصبح بعد نهاية الحرب الباردة محل إعادة نظر خصوصاً تلك النظريات التي تساندها وتفسر تفاعلاتها.ومن هنا، يصبح مصطلح العلاقات الدولية أو مصطلح العلاقات السياسية الدولية مصطلح مزاجي وليس...
هذا الكتاب يحاول أن يعالج الكثير من نظريات ومداخل وتطورات حقل السياسة الدولية والذي أصبح بعد نهاية الحرب الباردة محل إعادة نظر خصوصاً تلك النظريات التي تساندها وتفسر تفاعلاتها. ومن هنا، يصبح مصطلح العلاقات الدولية أو مصطلح العلاقات السياسية الدولية مصطلح مزاجي وليس مفاهيمي أي بمعنى وصفي، وإذا ذهبنا إلى المصطلحين بلغتهما الأصلية International Politics and International Relations لاحظنا أن هناك عنوانين مختلفين لحقلين معرفيين مختلفين، ولكن عند البحث العلمي الأول يُلغي الثاني.
الأكاديمي العربي كان مغرياً لإستعمال مصطلح العلاقات الدولية لوصف السلوك الدولي في حين كان من الصواب إستعمال مصطلح السياسة الدولية الحاضنة لنظريات ومعارف ومحددات الأداء للسلوك الدولي.
العلاقات الدولية مصطلح يجنح دائماً من حيث الإستعمال إلى وصف تاريخ السياسة الدولية، لسهولة عمليات الوصف في حين تجنح السياسة الدولية إلى إحتضان السلوك الدولي الحاضر بالتفسير والتنبؤ والتوقع وبالتحليل وليس بالمنهج الوصفي أو التاريخي.
في هذا الكتاب حاولنا بقدر ما توفر لدينا من مصادر التي تناولت قضايا السياسة الدولية من نواحيها النظرية والواقعية أن نجتهد في تغيير بعض المفاهيم وتقديم البديل المناسب الذي يصف معرفياً وعلمياً طبيعة الظاهرة المراد رصدها في تحليل السياسة الدولية، خصوصاً عقب نهاية الحرب الباردة.
أن معارف وعلوم السياسة الدولية هي في الأصل معارف ونظريات غربية المنشأ، والمشكل الذي وقع فيه المترجم العربي لمختلف الأعمال الأكاديمية أنها لم تُقدم كما ينبغي من حيث المقاصد والمفاهيم.