شهدت الساحة السياسية العربية حراكاً سياسياً على نحو غير مسبوق بفعل انتشار تكنولوجيا الاتصال حيث أفرزت منصات التدوين والتواصل الاجتماعي فضاءات بديلة تفاعلية تحتضن جماعات افتراضية تكونت حول مشاغل سياسية، وفي المجال السياسي احتضنت هذه الفضاءات أشكالاً من المداولة والنقاش...
شهدت الساحة السياسية العربية حراكاً سياسياً على نحو غير مسبوق بفعل انتشار تكنولوجيا الاتصال حيث أفرزت منصات التدوين والتواصل الاجتماعي فضاءات بديلة تفاعلية تحتضن جماعات افتراضية تكونت حول مشاغل سياسية، وفي المجال السياسي احتضنت هذه الفضاءات أشكالاً من المداولة والنقاش ذات علاقة وطيدة بالشأن العام، فقد تحول الإعلام البديل إلى ميدان لطرح الأفكار وتوثيق الأفعال، وأداة للتواصل والتشابك والتنسيق للمجموعات الشبابية، الأمر الذي جعل طبيعة حركة تلك المجموعات منظمة ومتناسقة، فتحول الفضاء الرقمي إلى أداة فعالة للاحتجاج والتسيق والتعبئة من أجل إرساء ثقافة جديدة للتغيير قوامها إنهاء ثقافة الزعامة والاستبداد والتطلع نحو ثقافة الحرية والمواطنة. وتتمثل انعكاسات الحراك السياسي واتجاهاته في جملة أمور أهمها خلق عصر جديد، وانهيار ثقافة الخوف، وبروز دور جديد للشباب وتسارع وتيرة الحديث عن الإصلاح والتغيير، حيث هبت رياح التغيير ونسمات الديمقراطية والحريات العامة، فتم إسقاط الأنظمة الديكتاتورية في مصر وليبيا واليمن وتونس، وإجراء الانتخابات الرئاسية ووضع دستور للبلاد للعبور إلى مرحلة الأمان.
ولعبت الحركات السياسية دوراً بارزاً في الحراك السياسي الدائر في العالم العربي، حيث ظهرت تلك الحركات احتجاجاً على الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة، واستطاعت أن تلعب دوراً حقيقياً وفعّالاً خلال انتفاضات الربيع العربي، كما استطاعت أن تثبت أقدامها في الشارع وتكتسب أنصاراً جدداً حتى أضحت حركتها وفاعلياتها مشاهدة أمام أعين الجميع.
وفي هذا السياق، يعالج هذا الكتاب العلاقة بين الاعلام الرقمي والحراك السياسي وذلك في ستة فصول وفق ما يلي: الفصل الأول: الحراك السياسي الرقمي. الفصل الثاني: قوى الحراك السياسي وفعالياته. الفصل الثالث: انتفاضات الربيع العربي. الفصل الرابع: الحركات السياسية المصرية. الفصل الخامس: توظيف الحركات السياسية لشبكة الإنترنت. الفصل السادس: مواقع الحلاكات السياسية الالكترونية.