إن التعليم الذي يوفر التربية المهنية، يعد أحد المقومات الأساسية للبنية التحتية الإجتماعية، وإن كفايته وطبيعة مناهجه الدراسية وبرامجه التدريبية، هي من المعايير المعتمدة للتقدم العلمي والتقني والثقافي للأمم.إذ تعد التربية المهنية، ذات مكانة متميزة في نُظم التعليم...
إن التعليم الذي يوفر التربية المهنية، يعد أحد المقومات الأساسية للبنية التحتية الإجتماعية، وإن كفايته وطبيعة مناهجه الدراسية وبرامجه التدريبية، هي من المعايير المعتمدة للتقدم العلمي والتقني والثقافي للأمم. إذ تعد التربية المهنية، ذات مكانة متميزة في نُظم التعليم والتدريب المهني، ولها موقع هام في كثير من الأنظمة التعليمية، وبخاصة في الدول المتقدمة. ويعد معلم التربية المهنية عنصراً أساساً في العملية التعليمية والتدريبية، وذلك من حيث الأدوار التي يتولاها، والمسؤوليات التي يتحمل أعباءها. وتفتقر المكتبة العربية إلى الكتب والمؤلفات التي تعالج قضايا التربية المهنية والتعليم المهني، وما يتعلق منها بإعداد المعلم المهني وتدريبه أثناء الخدمة. ويأتي هذا الكتاب ليكون محاولة لسد بعض النقص في هذا المجال، وليكون كتاباً جامعياً لطلبة كليات التربية، ومرجعاً للمعلمين أنفسهم، وللمسؤولين في معاهد إعداد المعلمين ومصممي المناهج التربوية، وعليه فإن لدى الكثير من المهتمين التربويين، مفهوماً إصلاحياً للنظام التربوي حيث تسد ثغرة مهمة في إعداد الفرد بدءاً بالمرحلة الأساسية في الحياة المدرسية، وتستمر حتى نهاية المرحلة الجامعية. ولذا فقد عمدت أهداف التربية المهنية بالإضافة إلى تزويد الطلبة بالمعرفة المهنية ذات المساس بحياتهم اليومية، إلى غرس الوعي والحس المهني في المراحل المبكرة من حياة الطالب الدراسية، أما في المراحل الدراسية اللاحقة فقد عمدت أهداف التربية المهنية إلى تنمية الإتجاهات الإيجابية نحو المهن والعاملين بهذه المهن. وبطبيعة الحال فإن التهيئة المهنية ستعمل على تسهيل مهمة التلميذ في اختيار مسار التعليم الذي يناسب استعداداته وقدراته، التي يفترض بأن التربية المهنية جاءت لتلبي جانباً هاماً منها. ولما كانت التربية المهنية من الموضوعات التربوية التي لم تنل، القدر الذي تستحق في الأدب التربوي العالمي، إضافة إلى الشحّ الذي تشهده المكتبة العربية في الكتابة في هذا المجال، جاء هذا الكتاب كمساهمة في سد النقص في المكتبة العربية بعامة وفي مجال العلوم التربوية بخاصة.