منذ طغيان نشاط صناعة النفط إقتصادياً وسياسياً في ستينيات القرن الماضي ولغاية اليوم، أصبح قطاع إستخراج النفط وعائدات تصديره النقدية عصب الحياة الإقتصادية والسياسية في البلدان العربية المنتجة والمصدرة للنفط الخام.ولكن على الرغم من الإمكانات الحالية والمحتملة الكبيرة التي...
منذ طغيان نشاط صناعة النفط إقتصادياً وسياسياً في ستينيات القرن الماضي ولغاية اليوم، أصبح قطاع إستخراج النفط وعائدات تصديره النقدية عصب الحياة الإقتصادية والسياسية في البلدان العربية المنتجة والمصدرة للنفط الخام. ولكن على الرغم من الإمكانات الحالية والمحتملة الكبيرة التي يتوفر عليها القطاع النفطي؛ إلا أن أساسيات إدارته ما زالت تثير إشكالات تنظيمية وتكنولوجية وسياسية وإجتماعية نوعية لا عدّ لها، لم يتم التعامل معها برؤى إستراتيجية بعيدة المدى، تأخذ بعين الإعتبار طبيعة النشاط النفطي، وحاجات الإقتصاد الوطني، والتطلعات المجتمعية لحياة أفضل للجيل الحالي والأجيال القادمة من مواطني هذه البلدان.
يحاول هذا الكتاب تلمس البعض من هذه الإشكالات بأدوات بحث منهجية معاصرة، ربما تساعد صناع القرار الإستراتيجي النفطي على تخطي "لعنة الموارد الريعية"، والإستجابة الفاعلة لحقوق الناس، المالكة الحقيقية للثروة النفطية، التي كفلتها دساتير غالبية البلدان المنتجة للنفط الخام.
يتضمن الكتاب تحديد وتقييم الخيارات الإستراتيجية المختلفة لإدارة إنتاج وتوزيع إستخدام الموارد النفطية، من زوايا الطبيعة التنظيمية والتكنولوجية لصناعة النفط، والمؤسسات والشخوص التنظيمية الفاعلة، والعلاقات التنظيمية والمصالح الإقتصادية والسياسية المختلفة الناشئة في وحول أنشطة الصناعة النفطية المختلفة.
وقد قسمت هذه الدراسة إلى أربعة فصول وهي على الشكل التالي: الفصل الأول: "المعرفة والشروط التنظيمية والتكنولوجية في إدارة صناعة النفط"، الفصل الثاني: "الإدارة الإستراتيجية للإستثمارات والموجودات الرأسمالية في صناعة النفط"، الفصل الثالث: "طبيعة ومنهجية الإدارة الإستراتيجية والتخطيط الإستراتيجي في صناعة النفط"، الفصل الرابع: "التنظيم المؤسساتي لصناعة النفط".