لقد بات جلياً اليوم أن التعليم يهدف إلى تحفيز المتعلمين لتوظيف طاقاتهم إلى أقصى الحدود، ولعل أفضل ما تقوم به التربية من الجانب المعرفي هو تفعيل القدرات العقلية التي وهبها الله تعالى للإنسان، ولقد مرّ زمن طويل على حشو أذهان التلاميذ بالمعلومات والمعارف التي تتلاشى بفعل...
لقد بات جلياً اليوم أن التعليم يهدف إلى تحفيز المتعلمين لتوظيف طاقاتهم إلى أقصى الحدود، ولعل أفضل ما تقوم به التربية من الجانب المعرفي هو تفعيل القدرات العقلية التي وهبها الله تعالى للإنسان، ولقد مرّ زمن طويل على حشو أذهان التلاميذ بالمعلومات والمعارف التي تتلاشى بفعل الزمن، لكن الذي يبقى للمتعلم هو قدراته على التعامل مع المواقف الجديدة التي تصادفه في حياته الخاصة والعامة.
تأتي مدرسة الذكاءات المتعددة لتكون مرشداً ومصدراً لإستراتيجيات إعداد عقول المتعلمين لمسايرة التغير المتسارع في الحياة وبخاصة في زمن ثورة المعلومات، وتكنولوجيا الإتصالات المذهلة، إن مدرسة الذكاءات المتعددة أنهت فكرة الذكاء الواحد التي ساد الإعتقاد بها زمناً ليس بالقليل.
الكتاب الذي بين أيدينا يقدم أحدث ما جاء في سياق مدرسة الذكاءات المتعددة، كذلك نظرية الذكاء العاطفي بالإضافة إلى إستعراض كيفيات تربية الذكاءات المتعددة التي جاءت بها هذه المدرسة، ولا يغيب عن الكتاب القديم تطبيقات لمدرسة الذكاءات المتعددة، وذلك حتى تكتمل الصورة ونقدّم عملاً متكاملاً إلى حدّ معقول.
إننا بحاجة ماسة اليوم إلى التعرف على ما جاء لدى أصحاب مدرسة الذكاءات المتعددة، وذلك لكي ننقل مدارسنا من واقع أقل فيه أنه غير وفي فيما يطمح المجتمع إليه، من تربية متكاملة تحتاجها معطيات العصر الإبداعي الذكي الذي نعيشه.