شهدت العملية التربوية تطويراً ملحوظاً على المستويات العالمية والعربية والمحلية بهدف مواكبة متغيرات العصر، وشهدت المناهج الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة تحديثاً وتطويراً يناسب تلك المتغيرات. ولا شك أن تلك التطورات والتغيرات تلقي بثقلها على المعلم الذي يجب أن يعد...

شهدت العملية التربوية تطويراً ملحوظاً على المستويات العالمية والعربية والمحلية بهدف مواكبة متغيرات العصر، وشهدت المناهج الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة تحديثاً وتطويراً يناسب تلك المتغيرات. ولا شك أن تلك التطورات والتغيرات تلقي بثقلها على المعلم الذي يجب أن يعد تلاميذه كي يكونوا مواطنين صالحين وهذا لن يتأتي إلا بتطوير أساليبه التدريسية والإبتعاد عن الأساليب التقليدية في التدريس والإهتمام بالأساليب التي تشجع المتعلم على التفكير السليم والقدرة على حل المشكلات.
وقد ظهرت في السنوات الأخيرة عدة نظريات حديثة تعد كل منها أساساً لعدد من الطرق والنماذج التعليمية المستخدمة في التدريس، وتعد النظرية البنائية التي تهتم بنمط المعرفة وخطوات اكتسابه من أهم تلك النظريات.
وتهتم البنائية بكيفية بناء الفرد لمعرفته من خلال خبراته وتركيباته العقلية، وتتحدد أهدافها في:
1- الإحتفاظ بالمعرفة.
2- فهم المعرفة.
3- الإستخدام النشط للمعرفة.
وقد أجريت محاولات عديدة لبلورة استراتيجيات تنفيذية يتبعها المعلم داخل حجرة الصف وفق المرتكزات الأساسية لهذه النظرية، وقد انبثق عن هذه المحاولات نموذج "التعلّم البنّائي" الذي اعتبره العديد من التربويين أكثر نموذج مبدع خلال السنوات الماضية، قهو يؤكد الدور النشط للتلميذ في عملية التعلم. ويجعله محور العملية التعليمية بصورة فعلية، كما يتيح الفرصة للتلميذ لإجراء المناقشات والحوار مع غيره من التلاميذ أو المعلم مما يكسبه لغة الحوار السليمة.
وعلى هذا فإن نماذج واستراتيجيات التدريس البنائية يمكن أن تسهم بدور فعال في التعلم القائم على بناء المعنى، وفي ظلها أمكن تحويل فكر وفروض النظرية البنائية إلى إجراءات تدريسية فعلية.
ومن ثم حاولت المؤلفة إعداد هذا الكتاب لمساعدة الطالب والمعلم على تيسير العملية التعليمية وتحقيق سيرها في الإتجاه السليم.