لقد بات الاهتمام بالمعرفة النفسية والمبادئ التي تحكم السلوك الإنساني على غاية من الأهمية نظراً لما يشهده العالم من تغيرات متسارعة في جميع مجالات الحياة وميادينها المختلفة، فالأوضاع المتغيرة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وصناعياً إضافة إلى الأحداث الأخرى المتسارعة، أدت...
لقد بات الاهتمام بالمعرفة النفسية والمبادئ التي تحكم السلوك الإنساني على غاية من الأهمية نظراً لما يشهده العالم من تغيرات متسارعة في جميع مجالات الحياة وميادينها المختلفة، فالأوضاع المتغيرة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وصناعياً إضافة إلى الأحداث الأخرى المتسارعة، أدت إلى زيادة صعوبة الحياة وتقيدها، وإلى ظهور العديد من المشكلات على كافة الأصعدة، الأمر الذي أدى إلى زيادة الاهتمام بتوظيف المعرفة النفسية المشتقة من علم النفس العام في ميادين الحياة المتعددة. وذلك من أجل فهم السلوك الإنساني والعوامل المؤثرة فيه، ومن أجل التأثير فيه وتوجيهه الوجهة السليمة، لرفع كفاءة الأفراد الإنتاجية وتطوير قدراتهم على مواجهة المشكلات ومساعدتهم بالتالي على التوافق والتكيف النفسي السليم.
وعلم النفس التربوي شأنه شأن فروع علم النفس الأخرى، زاد الاهتمام به خلال العقود الماضية نظراً لاتساع دائرة العملية التربوية وتعدد متغيراتها والعوامل المؤثرة فيها. فقد شكل هذا الحقل حلقة الوصل بين المعرفة النفسية النظرية والتطبيق التربوي بهدف تحسين ورفع كفاءة عملية التعلم والتعليم لدى الأفراد. ويعنى هذا الحقل بجوانب متعددة وذات علاقة مباشرة بالعملية التربوية، تشمل كيفية اختيار الخبرات والمحتوى والوسائل والأساليب والطرائق الفعالة لتقديمها بحيث تتلاءم وخصائص المتعلم النمائية كالعقلية والاجتماعية واللغوية والحركية وغيرها.
ويهتم أيضاً بكيفية اختيار وإعداد وسائل التقويم المناسبة وعملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمتعلمين وعملية التدريس والمحتوى؛ كما ويعنى بطرق إثارة الدافعية لدى الأفراد وكيفية الحفاظ عليها، إضافة إلى اهتمامه بالمشكلات التي تتعلق بالمتعلم وبالمادة الدراسية وطرائق التدريس والإدارة والعمل على حلها والتخلص منها. ويهتم أيضاً بعملية التكيف النفسي والاجتماعين وبمواضيع أخرى ذات العلاقة.
لقد تطرق الكتاب الحالي إلى العديد من المواضيعه التي يشتمل عليها حقل علم النفس التربوي، ولا سيما تلك ذات العلاقة المباشرة بالعملية التربوية. وقد تم طرح هذه المواضيع على نحو مبسط بحيث تم الاقتصار والتركيز على الأفكار والمواضيع الرئيسية دون الخوض بالتفاصيل غير الضرورية. فالمُؤلف الحالي هو بمثابة مدخل إلى علم النفس التربوي يهدف إلى تزويد المبتدئين أو القارئين بالأفكار الرئيسية المرتبطة بمواضيعه، وقد تم تقديمها على نحو يساعد المبتدئ أون القارئ على الفهم والإحاطة بها.