هذا الكتاب... لقد فكر الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى على وجه الأرض، أي منذ أن واجهته المواقف والمشكلات، والعوائق، ومنذ أن نظر إلى الكون حوله، والحياة والمصّير بعد الموت، وفكر كذلك عندما أراد العمران، والإقامة والإستقرار، وقد نظر إلى كل هذا بعين رأسه، وبفكره. كلّنا،...
هذا الكتاب... لقد فكر الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى على وجه الأرض، أي منذ أن واجهته المواقف والمشكلات، والعوائق، ومنذ أن نظر إلى الكون حوله، والحياة والمصّير بعد الموت، وفكر كذلك عندما أراد العمران، والإقامة والإستقرار، وقد نظر إلى كل هذا بعين رأسه، وبفكره. كلّنا، صغاراً وكباراً، نفكر لأن لدينا القابلية منذ ولادتنا للتفكير، والتفكير بالمعنى الواسع، يعني جملة من العمليات النفسية التي نجربها في داخلنا أو التي تدري من تلقاء نفسها، فنحن حين نتذكر، أو نتخيل، وحين نحب أو نكره، وحين نشكو أو نصمم، أو نقرر وحين نصبو، ونتطلع فنحن نجري عمليات تفكيرية.
ولقد دعا الدين الإسلامي إلى إعمال الفكر في ملكوت الأرض والسماوات، وكان أشد الأديان صراحة في الطلب من المؤمنين أن يفكروا في آلاء الكون ودعاهم إلى النظر، وقد قدر أولئك الذين يفكرون، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة مثل: "لقوم يتفكرون" و"لقوم ينظرون" و"لقوم يعقلون"... إلخ، ودعا إلى التدبر في حكمة الخلق، وإلى النظر والتأمل في آيات القرآن الكريم، وأخيراً لقد رأي المرحوم عباس محمود العقاد، أن التفكير فريضة إسلامية.
أما في الثقافة الأوروبية فقد جاء (ديكارت R. Descartes) في بداية عصر النهضة الأوروبية ليربط بين: الفكر والوجود، عندما قال عبارته الشهيرة: "أنا أفكر إذن أنا موجود"، أما المقصود الفني من التفكير، فهو يختلف عن الإدراك، والإستذكار، والتخيل، إنه ببساطة توليد الأفكار وإبداعها، وهو آلية وظيفتها إنتاج الأفكار الجديدة من خلال: الحوار ومواجهة المشكلات أو التعرض إليها خلال إتخاذ القرار.