يشرح هذا الكتاب مسألة إجتماعية وسياسية حيث تحتل مكاناً بارزاً في الأمور العالمية منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية، بعدما كان إهتمام البلدان المتطورة ينصب على التغيرات المرسومة، إما لتحسين إمكانية الوصول للموارد الطبيعية في البلدان النامية وإما لإدخال بعض الخصائص المنهجية لعملية التحضر بما في ذلك توفير بعض الخدمات الأساسية.
ولكن اليوم غدت دراسة التنمية الإقتصادية ومشاكلها تحتل مركز الصادرة في دراسة الفكر الإقتصادي العالمي، وبحصول غالبية الدول النامية على إستقلالها، بدأ الإنشغال بقضية التنمية وكأنها أكثر القضايا إثارة للجدل وموضوعاً للإهتمام.

فقد وجدت هذه الدول نفسها في مواجهة تحديات صعبة، فبعضها يتصل بالنظام الدولي الجديد، والبعض الآخر يتعلق بطبيعة البناءات الإجتماعية التي ورثتها من القوى الإستعمارية، وما زاد من صعوبة هذا الموقف هو وجود تفاوت إقتصادي وإجتماعي بين الدول النامية من ناحية وبينها وبين الدول المتقدمة من ناحية أخرى.