نموذج الإثراء المدرسي: هو تسجيل لخبرات فعلية قام بها فريق من الباحثين التربويين بما يزيد عن ثلاثين عاماً في مجال اكتشاف الموهبة ورعايتها، لذلك فهو دليل عمل يتضمن أدق التفاصيل، ويطرح العديد من البدائل التي تسعى إلى تصميم البرامج الإثرائية وتنفيذها، ويتصف في الوقت ذاته...

نموذج الإثراء المدرسي: هو تسجيل لخبرات فعلية قام بها فريق من الباحثين التربويين بما يزيد عن ثلاثين عاماً في مجال اكتشاف الموهبة ورعايتها، لذلك فهو دليل عمل يتضمن أدق التفاصيل، ويطرح العديد من البدائل التي تسعى إلى تصميم البرامج الإثرائية وتنفيذها، ويتصف في الوقت ذاته بدرجة عالية من المرونة تسمح بالتعديل تبعاً لمقتضيات الواقع، فالبرنامج نظام مفتوح ومرن بكل ما يحتويه من مواد نظرية أو ممارسات تطبيقية أو أدوات تشخيصية أو أنشطة إثرائية.
لقد بدأ النموذج في سبعينيات القرن الماضي كبرنامج يقدم للموهوبين بالمفهوم التقليدي، وهم القلة المتفوقة في الدراسة أو القدرة العقلية، ولكن ما لبث أن تطور بتطور المستجدات النظرية في البناء المعرفي، وتراكم الخبرة من التطبيق الفعلي ليقدم لجميع تلاميذ المدرسة، فتصبح الفرص الإثرائية حقاً أصيلاً لجميع الطلبة .. كل حسب إمكاناته، والتزامه وإنجازه، فالمسلمة التي يُبنى عليها الدليل أن الموهبة تنمو إذا ما توافرت لها البيئة الإثرائية التي تنشطها وتوجهها، وأن المدرسة هي المكان الطبيعي الذي يوفر هذه البيئة.
لقد أثبت النموذج الإثرائي مصداقيته، وحقق أهدافه ليس في اكتشاف موهبة قلة محدودة من الطلبة ورعايتها، وإنما في تحسين النتاج التعليمي بشكل عام، وخلق بيئة نشطة في المدرسة، وهذا ما يؤكده عنوان الكتاب من كونه دليلاً للتميز التربوي للجميع .. كل الطلبة، وكل المعلمين، وكل الإداريين وكل العاملين (لكل المدرسة).
يحقق هذا الدليل التوازن بين ما يتطلبه تعريف الموهبة واكتشافها، ورعايتها من فهم عميق لطبيعتها المركبة، وبين ما تتطلب الممارسات اليومية من تبسيط ووضوح، وبذلك فهو يسد نقصاً كبيراً في المجال التعليمي ويعالج قصوراً نلمسه في بعض الممارسات السطحية.