تطورت تكنولوجيا الإعلام الاتصال بشكل سريع وجذري منذ تسعينات القرن الماضي، فقد انتشرت الأقمار الصناعيّة ونمت التكنولوجيات الاتصالية التفاعلية، وبرزت شبكة الانترنت وانتشرت على نطاق واسع حيث أصبحت تمثل وسيلة إعلاميّة واتصالية متكاملة تجمع بين الصورة والصوت والنص المكتوب...
تطورت تكنولوجيا الإعلام الاتصال بشكل سريع وجذري منذ تسعينات القرن الماضي، فقد انتشرت الأقمار الصناعيّة ونمت التكنولوجيات الاتصالية التفاعلية، وبرزت شبكة الانترنت وانتشرت على نطاق واسع حيث أصبحت تمثل وسيلة إعلاميّة واتصالية متكاملة تجمع بين الصورة والصوت والنص المكتوب وتكتسح مختلف المجالات وحقول المعرفة؛ إن هذه التطورات في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال قد أفضت إلى إثارة العديد من القضايا والمسائل التي لم تطرح من قبل على المجتمعات الحديثة. لعل من بين هذه المسائل المذكورة أعلاه، مسألة استعمالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال، التي أصبحت تشكل اليوم محمور اهتمام أساسي بالنسبة للعديد من الدارسين والباحثين في عديد من حقول المعرفة العلمية، حيث تطورت الأبحاث الأكاديمية حول استعمال الأفراد لتكنولوجيات الإعلام والاتصال بشكل معتبر في السنوات الأخيرة، لكن دون أن تؤدّي بالمقابل إلى استنفاذ التساؤلات التي تثيرها هذه الاستعمالات. والواقع أن مسألة معرفة الاستعمالات توجد اليوم في قلب إشكالية تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال.
سعت الباحثة ثريا السنوسي في هذا الكتاب الهامّ إلى إثارة المسائل المتعددة التي يطرحها تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال واستعمالاتها من قبل الأفراد، ويندرج سعيها في هذا الكتاب ضمن مجهود معرفي لفهم عمليات تحول المجتمعات الحديثة بفعل تأثير انتشار التكنولوجيات الاتصالية والتفاعلية.
هل هناك خصوصية معينة لدراسات استعمالات تكنولوجيات الإعلام والاتصال؟ وما هي مكانة هذه الدراسات وهذه الممارسات؟ وهل يتعلق الأمر بحقل جديد للأبحاث؟ وهل هذا الحقل من الممارسات المتفرّقة يمكن أن يشكّل حقل معرفي جديد؟ هذه الأسئلة وغيرها شكلت هاجساً معرفياً للكاتبة ثريا السنوسي التي حاولت أن تقدّم لنا إجابات عنها في هذا الكتاب الذي يدور حول فكرة أساسية وجوهرية وهي مفهوم الاستعمال وما يثيره من إشكاليات نظرية ومنهجية.