إن بعض الباحثين يرى إرتباط النقد بالكتابة، أي أن ظهور النقد كان متزامناً مع ظهور الكتابة، لكن حقيقة الأمر هي أن النقد، كفكرة، مرتبطة بإكتمال وعي الإنسان، وما الكتابة إلا حدث أضاف للنقد بعداً جديداً هو شيوع موضوعاته، لذا فتاريخ الفلسفة ما هو إلا تاريخ نقدي يعتمد أساساً على...
إن بعض الباحثين يرى إرتباط النقد بالكتابة، أي أن ظهور النقد كان متزامناً مع ظهور الكتابة، لكن حقيقة الأمر هي أن النقد، كفكرة، مرتبطة بإكتمال وعي الإنسان، وما الكتابة إلا حدث أضاف للنقد بعداً جديداً هو شيوع موضوعاته، لذا فتاريخ الفلسفة ما هو إلا تاريخ نقدي يعتمد أساساً على نظريات الفلاسفة التي سبقت الفيلسوف الجديد، ونظريته ما هي إلا تعبير عن الإتصال والتطور، لأن الفيلسوف الجديد لم يبدأ من عدم، بل يبدأ بمناقشة نقدية لآراء السابقين عليه، ويفيد منها، قبل أن يضع فلسفته الخاصة به، وهذا هو الذي فعله أفلاطون، إذ نقد آراء السابقين، وكان نقده لهم بإجلال وإحترام، ومن ثم بنى نظرياته الفلسفية… عليه سأتناول في كتابي هذا النقد الفلسفي والإدراك الحسي في الفصل الأول، أما الفصل الثاني فيتناول النقد والوجود، وموضوع الفصل الثالث تحولات نقدية في الطبيعة وما بعد الطبيعة وتفويض الحقيقة العابرة وكينونة المرأة في مرآة العقل الناقد ونقد العلم.
وإني على أمل أن يسد هذا الكتاب فراغاً في المكتبة العربية، فعلى حد علمي لا وجود لكتاب في مكتبتنا العربية يتناول إشكاليات النقد الفلسفي، فالكتاب في هذا الباب جديد كل الجدة.