شارك هذا الكتاب
الغربة الكبرى لمسافر بلا جهة
(0.00)
الوصف
لم تحظ تجربة الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي 1896- 1977م بدراسة نقدية رصينة تناسب مع أهمية إنجازه الشعري، ودوره في مسار تطور القصيدة العربية وإنتقالها من مرحلة التقليد إلى حقبة التجديد، ومن إرث القديم إلى أفق الحداثة.حيث يمكن القول بأن الصافي النجفي ينتمي إلى صميم الحداثة...
لم تحظ تجربة الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي 1896- 1977م بدراسة نقدية رصينة تناسب مع أهمية إنجازه الشعري، ودوره في مسار تطور القصيدة العربية وإنتقالها من مرحلة التقليد إلى حقبة التجديد، ومن إرث القديم إلى أفق الحداثة.

حيث يمكن القول بأن الصافي النجفي ينتمي إلى صميم الحداثة الشعرية اللازمنية، وتقف قصائده بثقة عبر العصور بينما تنحني أمام دولاب الزمن تجارب أخرى عديدة سابقة عليه ومعاصرة له ولاحقة من بعده.

فأغلب الكتب المتوفرة في المكتبة العربية، والتي تدور حول تجربته وشعره، هي نوع من الشهادات الشخصية، عن سيرة الشاعر، ومحاولة إضاءة جوانب إنسانية ونفسية من حياته، كما أن قسماً كبيراً من تلك المؤلفات يعتمد بشكل أساسي على إستذكارات شخصية ولقاءات مع الشاعر يستعيدها عدد من مريديه وقرائه وأصدقائه، حيث تدوّن تلك المجالس المشتركة بنكهة صحفية، وهي تندرج في سياق "أدب الأمالي"؛ أي تلك الكتب التي تملى على الآخرين فيجري تدوينها، بوصفها مرويات على لسان كاتبها.

وإزاء ندرة الكتب النقدية التي تقارب تجربة الصافي النجفي الشعرية مقاربة فنية ثقافية شاملة، وتحاول الإحاطة بعوالمها المركبة، والكشف عن بنيتها المضمرة؛ بقي هذا الشاعر النادر في عزلة من نوع آخر، لقد وقف النجفي وحيداً بين جبلين، وبينهما جرت محاصرته، فما بين الذهنيات التقليدية في مقاربة القصيدة العربية القديمة التي أعلن قطيعته معها مبكراً، وبين ظهور قصيدة التفعيلة في الشعر العربي، وما صاحب إنطلاقتها من حفلات تبشير مضاعف حظيت به، بعد إنطلاقها، وسرديات متوالية من السجال والمعارك حولها، كان النجفي في صراع دائم بني الحقبتين معاً، فبقي حليف عزلة أخرى وهو ملك العزلات المتوّج بشتى نعومتها وسيميائها.

لقد كان الشاعر حسن الظن في المستقبل الذي يعرف أنه لن يكن موجوداً فيه جسدياً، على أمر حضوره الإبداعي فيه؛ وهو الذي كان الأكثر خيبة من حاضر وماضيه، وظلّ يرود في أشعاره مراهنته على الآتي كي ينصفه، وبيقينيّة لا يساردها الشك، لكن ذلك لا يبدو متحققاً حتى الآن، إذ لا تزال نزعة الإنكار للحقيقي والنبيل، وغياب الإنصاف، والتقييمات الخاضعة لمآرب وإعتبارات خارج الشعر، تتحكم في إعادة تقييم خريطة الشعر العربي؛ بل غدت أكثر تعقيداً من ذلك العصر الذي أعلن فيه الشاعر خيبته التي لا رجعة عنها.

من هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة في تجربة أحمد الصافي النجفي الشعرية على ضوء مختارات من أشعاره الكاملة التي يحاول الناقد ومن خلالها، لفت الإنتباه إلى أهمية إختراق تلك العزلة الأصعب والأكبر: عزلة الشاعر بعد موته، بعد عزلته الكبرى في حياته، كما يحاول إلقاء الضوء على المناطق الأشدّ عتمة في تجربته في التمرد والإغتراب والإنشقاق والعصيان، ورفض التلقينات الأبوية في الثقافة والوعي والحياة بشكل عام، وتقصى فرادته في ذلك، وهي فرادة صادرة عن وعي أخلاقي وإحساس عالٍ ونادر بالحرية الإنسانية، ويقول ا لناقد بأن هذا الوعي، المنشق والمختلف، وعلى ما يبدو، كان من أهم الأسباب المضمرة الموجبة لهذا التجاهل الذي يحاكي التجهيل - والخطيئة بحقّ الشعر لا بحق الشاعر وحده... هذا ما جعله يعيش في عزلته غربة كبرى كمسافر بلا جهة.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789933350420
سنة النشر: 2015
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 416
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين