شهدت العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين انبعاثاً للفكر الأخلاقي داخل حقل الأخلاق التطبيقية، وذلك في إطار ما عرف "بالعودة إلى الأخلاق"، وذلك نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة في مجال الطب والبيولوجي، مما أثار الكثير من القضايا الأخلاقية وما يرتبط بها من قضايا أخرى...
شهدت العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين انبعاثاً للفكر الأخلاقي داخل حقل الأخلاق التطبيقية، وذلك في إطار ما عرف "بالعودة إلى الأخلاق"، وذلك نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة في مجال الطب والبيولوجي، مما أثار الكثير من القضايا الأخلاقية وما يرتبط بها من قضايا أخرى فلسفية وقانونية ودينية وإقتصادية. مما افرزته تلك الثورة وخاصة في إطار ما يعرف بالتكنولوجية الحيوية. وذلك لأن بعض العلماء يجنحون مع التطور الهائل للوسائل العلمية الحديثة، والتقليل من أهمية الإعتبارات الأخلاقية والقانونية، بما لا يتفق مع الإحساس الأخلاقي الذي يحترم الجانب الروحاني للإنسان ككيان مادي ومعنوي، فالعلماء يسعون إلى ضمان تحقيق افضل النتائج العلمية التي تخدم الإنسانية، ويتعاملون مع الإنسان باعتباره أداة أو مجرد موضوعاً للتجربة؛ لذا لا بد من وجود تكامل بين العلم من جهة والأخلاق والقانون من جهة أخرى لحماية حياة الإنسان في مواجهة التطور السريع التي تشهده البحوث والتجارب الطبية. لذا نجد أننا أمام ضرورة تأسيس أخلاق جديدة تفرض سلطتها على العلم وتطبيقاته، ليس فقط في مجال الطب والبيولوجي فحسب؛ بل أيضاً في مجال العلوم الطبيعية وتطبيقاتها المدمرة، وهذه هي مهمة فلسفة الأخلاق التطبيقية. إن فلسفة الأخلاق التطبيقية تجمع بين الطابع العملي نظراً لارتباطها بالعلوم الطبية والبيولوجية والطابع الفلسفي نظراً لتركيزها على القضايا الأخلاقية الفلسفية التي يطرحها التقدم العلمي والتقني المرتبط بالتجربة والبحث في إطار الطب والبيولوجي، وتهتم بدراسة الأسئلة الشائكة المتعلقة بالمشاكل الأخلاقية التي افرزتها الثورة العلمية والنظريات الأخلاقية التي يمكن استحضارها لمعالجة القضايا الأخلاقية والإجتماعية للحياة الحقيقية. والكتاب الحالي يتألف من سبعة فصول روعي في ترتيبها التسلسل المنطقي، حيث تناول الفصل الأول: الوعي بالقضايا الأخلاقية والتفكير الأخلاقي. ويتناول الفصل الثاني: قضية القتل الرحيم. بينما تناول الفصل الثالث: قضية الاستنساخ. كما يتناول الفصل الرابع: قضية الإخصاب الصناعي. ويتناول الفصل الخامس: قضية زراعة الأعضاء. ويتناول الفصل السادس: قضية الإجهاض. وأخيراً يتناول الفصل السابع: قضية البصمة الوراثية.