لقد كانت اللغة العربية مؤشرا على شموخ أبنائها، وانتصار فرسانها، ومقياسا لعظمتها، ومحكا لقوتها، وميزانا لهيبتها، فاعتنى بها سرج الأمة، وتفننوا في فهم أسرارها.ومع كل التوسع والنمو، فلم تتخل عن جماليتها وموسيقاها بل وجد من بين علمائها من تفتقت بلاغته، وصاغ حليها في علم...
لقد كانت اللغة العربية مؤشرا على شموخ أبنائها، وانتصار فرسانها، ومقياسا لعظمتها، ومحكا لقوتها، وميزانا لهيبتها، فاعتنى بها سرج الأمة، وتفننوا في فهم أسرارها. ومع كل التوسع والنمو، فلم تتخل عن جماليتها وموسيقاها بل وجد من بين علمائها من تفتقت بلاغته، وصاغ حليها في علم البيان، وحلل دلالات جملها، مضيفا عليها ما خلعته عليها الدخائل النفسية في علم المعاني، ولم يفت هؤلاء العلماء موسيقا المفردة العربية ومصوغاتها في علم البديع. ويأتي هذا الكتاب المتواضع حصاد مسيرة المؤلف الأكاديمية المكللة بالحرص والحدب على اللغة العربية المشرفة، متنقلا بين رياحين الدواوين، وعبق المصادر والمراجع والمناهج المدرسية؛ لتوضيح ثلاثة العلوم البلاغية: البيان، المعاني والبديع. لقد اتخذ المؤلف في هذا الكتاب التطبيقي الشامل منحى تعليميا لا بحثا أكاديميا تاريخيا لتوضيح المواقف البيانية من حيث المفهوم: حدا، موقعا، تحليلا، إجراء ومقارنة؛ وذلك حتى يكون المعلم والمتعلم على طريق واضحة، يتوصلان بها إلى فهم المصطلح واستخدامه بيسر ودقة دون مشقة. وقد استشهد بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة حينا وبالأبيات الشعرية حينا آخر وغيرها.