تلقي المدارس اليوم إهتماماً كبيراً من قبل المجتمع بشكل لم يسبق له مثيل، وهذا الإهتمام قد أدى إلى زيادة مسؤولية المدارس والمدرسّين وزيادة الإختبارات للطلاب.فعلى سبيل المثال زاد هذا الإهتمام من التغطية الإعلامية لموضوع العنف بالمدارس في الوقت الذي أكدت معظم التقارير...
تلقي المدارس اليوم إهتماماً كبيراً من قبل المجتمع بشكل لم يسبق له مثيل، وهذا الإهتمام قد أدى إلى زيادة مسؤولية المدارس والمدرسّين وزيادة الإختبارات للطلاب. فعلى سبيل المثال زاد هذا الإهتمام من التغطية الإعلامية لموضوع العنف بالمدارس في الوقت الذي أكدت معظم التقارير المدرسية إنخفاض نسبة العنف، وقد أدى أيضاً هذا الإهتمام إلى المطالبة بــ"مدارس أفضل" كوسيلة لتعزيز التنويع في البرامج السياسية.
إن هذه الضغوطات الإجتماعية قد تعطي إنطباعاً بأن المدارس والصفوف الدراسية مختلفة جداً في أساسياتها وبأن عملية إدارة الصف الدراسي قد تغيرت بشكل ملحوظ، ولكن في الواقع، فإن المبادئ الأساسية لخلق جو تعليمي مناسب ما زالت كما كانت في الماضي ولكن على المدرسين اليوم أن يكيّفوا هذه الأفكار الجوهرية مع إطار التعليم الحالي وهذه مشكلة على جميع المدرسين مواجهتها وإيجاد حل لها بسبب تغير الظروف الإجتماعية والديموغرافية.
لقد تعلمنا أن الصفوف النظامية ناتجة عن وجود مدرسين ذوي أفكار واضحة عن ظروف الصف المختلفة وسلوكيات الطلاب وكل ذلك ضروري لإيجاد جو تعليمي ملائم، وإضافة إلى الأفكار الواضحة، فإن هؤلاء المدرسين يعملون بجهد كبير لخلق الظروف الصحيحة.
هذا الكتاب يشرح كيفية خلق صف دراسي بإدارة كفوءة، وهذه العملية يتم وصفها هنا حسب تدرج الأمور التي يواجهها المدرس: أولاً تحديد المواقع الأساسية في الصف قبل بدء السنة الدراسية، ومن ثم تطبيق هذه الخطة وترسيخ إدارة جيدة في بداية السنة وأخيراً المحافظة على هذه الإدارة طوال السنة الدراسية.