إن أروع ما ابتدعه الإنسان في مجال الإتصال والإعلام هو الكلمة التي ظلت تتطور مع تطور الإنسان وإتساع مفاهيمه ومعارفه كما ظل الإنسان يتفنن في إنتقائها وإلقائها فكون منها الإتصال والإعلام الجماهيري، الذي يتمحور دوره في عدة إتجاهات حيث كان الإعلام مسمى يمارس بمعناه الإتصال إلى...
إن أروع ما ابتدعه الإنسان في مجال الإتصال والإعلام هو الكلمة التي ظلت تتطور مع تطور الإنسان وإتساع مفاهيمه ومعارفه كما ظل الإنسان يتفنن في إنتقائها وإلقائها فكون منها الإتصال والإعلام الجماهيري، الذي يتمحور دوره في عدة إتجاهات حيث كان الإعلام مسمى يمارس بمعناه الإتصال إلى ظهور الطباعة، التي حولت الإعلام من مسمى وممارسة إلى اسم وفن وعلم وممارسة. وارتبطت به مسميات أخرى كالإعلام الصحي بوصفه نمط إعلامي يتخذ من وسائل الإعلام منبراً لمعالجة الموضوعات والقضايا الصحية بشكل أوسع وأكثر دقة ويجيب عن الكثير من التساؤلات ويشبع رغبات وتطلعات الجمهور بشكل أفضل.
وأصبح الإعلام بوسائله المختلفة أفضل القنوات تأثيراً وأسرعها وصولاً لأكبر عدد ممكن من الجماهير، لتوصيل رسائل محددة بإستخدام وسائل تتميز بأنها متنوعة وقادرة على توصيل الرسالة لعدد كبير من الجماهير مختلفي الثقافات والإتجاهات في الوقت نفسه، وتختلف الرسالة في نوعها ومحتواها حيث يمكن أن تنطوي الرسالة على أخبار - ترفيه - آراء - دعاية وإعلان - رياضة - تثقيف وغيرها من المجالات الحياتية المتنوعة، وهذه الوسائل الإعلامية قادرة على تشكيل رأي عام وإتجاهات ثقافية محددة لدى الناس تجاه مختلف القضايا والموضوعات ومنها القضايا الصحية.
من هنا، تبرز أهمية الإعلام الصحي في المجتمع حيث يشرح هذه الدراسة كيفية إستخدام وسائله المختلفة بهدف توعية وتثقيف الجماهير، فالمجتمع بحاجة إلى إعلام يعمل على خلق المشاركة من جانب أفرادها في عملية التنمية الصحية ورفع مستوى الوعي الصحي، فهو السبيل لنشر المعرفة الصحية وهو الذي يوفر الرغبة في التغيير وينمي إهتمام الناس بتغير عاداتهم وسلوكهم.
لذا يعد نمو الإعلام الصحي وإزدهاره في أي مجتمع دليلاً قوياً على تقدم هذا المجتمع ورقيه، فحين يتجه أي مجتمع إتجاه التخصص الدقيق بين أفراده ينجم عنه إتساع المعارف العلمية والثقافية وتعددها، وهو ما يمثل سمة أساسية للتقدم والتحديث.