ياـي هذا الكتاب مغمورا بفرح مؤلفيه، ذلك أنهما لا يدعيان أن نقصا في كتب القيم هو مسوغهما للكتابة فقط، ولكن القيم الإخلاقية بحثا ودراسة لا يمكن أن تستوعب في مؤلفات معدودة، فسؤال الأخلاق قديم قدم الإنسان ومنذ وجوده على هذه الأرض. ولقد كان التأكيد على الأخلاق من قبل رب العزة...
ياـي هذا الكتاب مغمورا بفرح مؤلفيه، ذلك أنهما لا يدعيان أن نقصا في كتب القيم هو مسوغهما للكتابة فقط، ولكن القيم الإخلاقية بحثا ودراسة لا يمكن أن تستوعب في مؤلفات معدودة، فسؤال الأخلاق قديم قدم الإنسان ومنذ وجوده على هذه الأرض. ولقد كان التأكيد على الأخلاق من قبل رب العزة والجلال، وهو سبحانه أكد على مكارم الأخلاق في كل ما أوحى به لأنبيائه من كتب سماوية، وذلك ببتفريق بين الصالح والمفيد من جهة، والباطل والضار من جهة أخرى لينعم الإنسان في حياته بدفء ما هيأه الله له على هذه الأرض، وليكون في آخرته مع الصالحين في جنات النعيم. ودرسها الفلاسفة، والعلماء في مجال الإجتماع ، وسيكولوجيا الشخصية، وتناولتها الديانات غير السماوية، والمذاهب والنظريات، والأحزاب. < p > والقيم الأخلاقية هي أشد ما نحتاجه اليوم في عالمنا المعاصر، لأن القيم انزاحت عن مكانتها في اولويات المقاصد التربوية للأفراد والجماعات، وحلت محلها التنافسية البغيضة المبنية على حذف الآخر، والأنانية المفرطة، وبرزت صيغ للإستعمار والإستعباد والتبعية والقهر، واستنزاف موارد الأمم ومقدراتها، وفق هجمة همجية طالت او ستطال الجميع في نتائجها المفزعة، وتعدت القوى الآثمة على البشر والطبيعة، فحال دخان ما صنعته بايديها بين البشر وملاءمة المناخ لعيشه في طمئنينة وسلام.