شارك هذا الكتاب
الوجيز في الدبلوماسية والبروتوكول
الكاتب: صباح قدرت
(0.00)
الوصف
جاءت كلمة الدبلوماسية Diploma بمعنى طوى، والتي كانت تطلق على الوثائق التي تُطوى طيتين؛ كجوازات السفر وتذاكر المرور، ووثائق وصكوك صادرة عن الملوك والرؤساء بمنح شخص توصية أو إمتيازات، ثم أطلقت الكلمة على الوثائق الرسمية ونصوص الإتفاقية والمعاهدات، ثم شاع إستعمالها عقب توقيع...
جاءت كلمة الدبلوماسية Diploma بمعنى طوى، والتي كانت تطلق على الوثائق التي تُطوى طيتين؛ كجوازات السفر وتذاكر المرور، ووثائق وصكوك صادرة عن الملوك والرؤساء بمنح شخص توصية أو إمتيازات، ثم أطلقت الكلمة على الوثائق الرسمية ونصوص الإتفاقية والمعاهدات، ثم شاع إستعمالها عقب توقيع معاهدة وستفاليا عام 1645 التي أحدثت فكرة التمثيل الدائم للدول وذلك لوصف البعثات التي تتولى الدول إرسالها لتمثيل مصالحها.
هذا ولا بد التفريق بين الدبلوماسية والسياسة؛ سواء كانت داخلية أو خارجية حيث لها صلة مباشرة بالدبلوماسية وتتفاعل معها، ولكنها تختلف عنها من حيث أن السياسة نهج وخطة، بينما الدبلوماسية علم وفن وذوق يستهدف التفاوض وتطبيق السياسة - فالسياسي غير الدبلوماسي والعكس صحيح.

وإلى هذا، فإن مجموعة المراسم التي تستهد من تنظيم مختلف الإتصالات الدبلوماسية والمعاملات تستند إلى التقاليد وقواعد العرف الدولي، وهدف البروتوكول هو خلق جو الصداقة، ونشر مشاعر الود الذي يتم من خلاله التعامل الدبلوماسي والذي يؤدي بالتالي إلى تقريب وجهات النظر المتباينة، وتذليل الصعوبات ومراعاة الآخرين والتوصل إلى إتفاق يرضي الأطراف المعنية أكثر مما يفعله جو التباغض والشك والحذر.

فالدبلوماسي عليه أن يطَّلع ويلم بمجموعة قواعد البروتوكول للقيام بواجبه في الخدمة الخارجية للحفاظ على سمعة ومكانة بلاده، إضافة إلى التوفيق بين مصالح بلاده ومصالح البلاد المعتمد لديها، والذود عن شرف الأمة والوطن، والسهر على إعلاء شأنه وصيانة مصالح بلاده رعاياها ومراقبة حقوقها ومنافعها وكرامتها؛ فلهذا، لا يمكن التقليل من شأن المراسم والقواعد الدولية أو تجاهلها، فحياة الشخصية الدبلوماسية تبقى تخضع وتتقيد بنفس المراسم والقواعد والمبادئ الدبلوماسية السائدة، وإن مراعاة قواعد المراسم هي التي تصوف العلاقات الدبلوماسية والسياسية على حدٍّ سواء، وإن أي إخلال بها يسيء إلى مجموعة تلك العلاقات بين الأطراف المختلفة، وإن الإحترام والتكريم والحفاوة التي يحظى بها الدبلوماسي هي موجهة إلى مركزه السياسي والإجتماعي، حيث أن وظيفته بحدّ ذاتها لا تمثل إلا أمته وبلاده وحكومته، فهو وجه البلد من الخارج، ولذلك ليس له حق التصرف مهما كانت درجته أو وظيفته خارج نطاق واجباتها، بحجة أن له حياته الخاصة، وعليه أن يتقيد بالمبادئ والواجبات التي تفرضها عليه قواعد البروتوكول الدبلوماسية والعرف الدولي، كما أن تطبيق البروتوكول والمراسم الرسمية والإلتزام بذلك بكل دقة هو أصلاً تجسيد لهيبة الدولة ومكانتها.

هذا وإن سمعة الممثل الدبلوماسي والقنصلي وثقافته ونفوذه الشخصي ودرايته وعلاقاته الإجتماعية، وظُرفهُ وكياسته ومجاملته تلعب دوراً كبيراً في نجاحه في مهمته وبروزه بين زملائه وحصوله على ما يرغب رغم الصعوبات التي تعترضه؛ إذ أن جهل هذه القواعد وإهمالها يؤديان إلى وقوع الموظف الدبلوماسي في أخطاء كثير تسبب له أحياناً الإحراج والإساءة إلى كرامته وبلده، وقد يؤدي أحياناً إلى الإحتجاج أو المطالبة بالإعتذار.

لذا، على الدبلوماسي أن يكون على ثقافة واسعة، ومعرفة بكل أمور مهماته، من خلال مزيد من العلم والدراسة والمتابعة، وإتقان اللغات، ومزيد من الحركة والحيوية والسهر على مصالح البلاد، ومزيد من الصداقات والنشاطات الإجتماعية، والتعاون والعمل البنّاء والمثمر في كل ما يتعلق بمهنة الدبلوماسي وما هو ملقى على عاتقه لأداء هذه المهمة على أحسن وجه.
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9786144522110
سنة النشر: 2019
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 360
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين