إن المعرفة العلمية حول العلمية التربوية هي التي تقدم العطاء الأهم في صناعة القرار في مجال التربية، وبوسع التربويين التوجه نحو هذا المصدر لتوفير معلومات موثقة ومقترحات يمكن إستخدامها في موقف مطلوب في إتخاذ القرار.وتتوفر هذه الثروة من المعرفة للتربويين نتيجة للبحث العلمي...

إن المعرفة العلمية حول العلمية التربوية هي التي تقدم العطاء الأهم في صناعة القرار في مجال التربية، وبوسع التربويين التوجه نحو هذا المصدر لتوفير معلومات موثقة ومقترحات يمكن إستخدامها في موقف مطلوب في إتخاذ القرار.
وتتوفر هذه الثروة من المعرفة للتربويين نتيجة للبحث العلمي في المشكلات التربوية، هذا ولم تتأثر التربية على الدوام بنتائج إستقصاءات منتظمة بعناية كهذه.

من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يمثل مرجعاً متميزاً، حيث يقدم للباحثين والتربويين المعرفة اللازمة التي يحتاجونها لمواكبة التطورات التي تشهدها العملية التربوية، يبدأ الكتاب بوصف عام للطريقة التربوية العلمية ووثاقة هذه الطريقة في البحث عن المعرفة عارضاً لمفاهيم تربوية، وإفتراضات، ومصطلحات الطريقة التربوية العلمية، مع توضيح ما يرد من معاني في هذا الإطار.

وأُعقب ذلك بإقتراحات بترجمة مشكلات تربوية عامة تخللها أسئلة محددة قابلة للإستقصاء العلمي من خلال تحديد المجتمع الإحصائي والمتغيرات المعنية، وذلك كله في سياق العملية التربوية؛ وكان لا بد، وللإستفادة من تجارب سابقة، من توصيف دور البحوث التربوية السابقة والجانب النظري في تخطيط مشروع بحث، دون إغفال الحديث عن مصادر الأدبيات ذات الصلة في العملية التربوية في جانبها النظري، وكيفية الوصول إلى ذلك.

ومن ناحية ثانية، فقد تم، وفي ثنايا بحوث هذا الكتاب، وصف أساليب المعاينة وأساليب الإحصاء الوصفي والإستدلالي الأوسع إستخداماً في العملية التربوية، مع التأكيد على دور تلك الأساليب في العملية التربوية من حيث دورها في طريقة البحث وإيجاد التفسيرات لما يبرز من تساؤلات، هذا وقد جرى إستطلاع دور الملاحظة المنتظمة والقياس في العملية التربوية، كما تضمن أمثلة لأساليب قياس مفيدة في هذا السياق، وأتبع ذلك بمناقشة الأنماط المختلفة للبحوث التربوية، والتي برهنت على فائدتها في التربية، كما تمت الإشارة إلى مزايا ومساوئ مختلف الطرق التربوية، دون التميز إلى واحدة بالذات على أساس كونها الأفضل بين الأخريات، واختتم ذلك كله بتقديم القواعد التربوية العامة لتفسير نتائج البحث، والأساليب التربوية المقبولة لعرض تلك النتائج، مع إيراد جزء خاص بالإعتبارات القانونية في المجال التربوي.

ويمكن القول بأن الهدف من هذه الدراسة هو تقديم كتب مصمم للإستخدام في مقرر دراسي تمهيدي في مجال البحث التربوي، وذلك لتهيئة إطار لتقييم البحوث التربوية المنشورة، وكذلك تعريف الباحث المبتدي بالإجراءات المتبعة للقيام بمشروع بحثي تربوي أصيل، وذلك من التركيز على المشكلات العلمية التربوية النموذجية التي تواجهها البحوث إبتداء بصياغة أسئلة والإستمرار في ذلك وصولاً إلى الأعداد للتقرير النهائي.

وبالرغم من أن الكتاب "مقدمة للبحث في التربية" هو موجه إلى الطالب المبتدئ في البحث التربوي، فإن المؤلف يأمل أن يجده من تتوفر لديهم رغبة في الإستزادة في المجال التربوي، الإطلاع على فلسفة، وأدوات، وطرائف البحث العلمي، مفيداً لهم.

وبالنسبة للمعيار الأساسي المستخدم فيما يجب أن يتضمنه الكتاب، فقد كان ذلك المعيار هو الفائدة المحتملة للأوجه المتنوعة للبحث التربوي للشخص التربوي الممارس للعملية التربوية.