يحظى موضوع الموهبة والتفوق والإبداع اهتماما واسعا في الوقت الحاضر، لا سيما وأن المجتمعات تسير في خطى حثيثة من أجل تقدمها، وعبر هذه المسيرة لا بد من وجود مشكلات إجتماعية وإقتصادية وعلمية .. الخ تحتاج إلى الإبداع والابتكار في كل مجالات النشاط الإنساني .. لذا وانطلاقا من ذلك...

يحظى موضوع الموهبة والتفوق والإبداع اهتماما واسعا في الوقت الحاضر، لا سيما وأن المجتمعات تسير في خطى حثيثة من أجل تقدمها، وعبر هذه المسيرة لا بد من وجود مشكلات إجتماعية وإقتصادية وعلمية .. الخ تحتاج إلى الإبداع والابتكار في كل مجالات النشاط الإنساني .. لذا وانطلاقا من ذلك نقدم هذا الكتاب.
ينطوي كتاب "الأطفال الموهوبون والمتفوقون من هم .. أساليب اكتشافهم .. وسبل رعايتهم"، للتعرف على أهمية الموهبة والتفوق .. إذ يعد الطفل الموهوب Gifted Child أو المتفوق في أي مجتمع طاقة وثروة كبرى، يجب رعايتها وتنمية قدراتها، واستثمار طاقاتها وتوجيهها لخمة المجتمع وتطوره. فالتقدم الذي أحرزته البشرية في ميادين العلوم، والفنون والآداب واكتشاف الفضاء والصواريخ، لم تتم إلا بوجود هؤلاء العباقرة، لذلك اهتمت الكثير من المجتمعات الإنسانية بهم، وأولتهم الرعاية والإرتقاء بمواهبهم ليصبحوا ملكا للمجتمع بأكمله ومفخرة من مفاخره.

إن الطلبة الموهوبين والمتفوقين ينتمون إلى مجتمع ذوي الإحتياجات الخاصة، ومن حقهم أن يحصلوا على فرص تربوية متكافئة تنسجم مع قدراتهم واستعداداتهم العقلية. إنطلاقا من نفس المنطلق الذي يستخدم لتبرير إدخال تعديلات على البرامج التربوية العامة لحل مشكلة الطلبة الذين يقعون في أدنى سلم القدرة العقلية، أو الذين يعانون من صعوبات في التعلم. إن التصدي الفعال لمشكلات مجتمعاتنا العربية الآنية والمستقبلية يحتم على كل المخلصين في مؤسساتنا التربوية أن يعملوا بكل الوسائل الممكنة لتهيئة المناخات الملائمة لأبنائنا الموهوبين والمتفوقين كي يتعلموا بالسرعة التي يستطيعون وبالقدر الذي يستوعبون. وإذا كانت الدول المتقدمة كبراهن على أبنائها الموهوبين والمتفوقين في صناعة مستقبلها والحفاظ على تقدمها، فان دولنا العربية لذلك أحوج لهذه الثروة الوطنية القومية من أبنائنا ...