تواجه دول العالم الآن إنجازات التكنولوجيا الحيوية في مجال التعرّف على الهوية من خلال استخدام التقنيات المختلفة للبصمة الوراثية والقياسات الحيوية في الأغراض الأمنية، خاصة بعد أن تزايدت معدلات الحوادث والجرائم التي أصبت تشكل قلقاً متزايداً يهدد المجتمعات البشرية كافة،...
تواجه دول العالم الآن إنجازات التكنولوجيا الحيوية في مجال التعرّف على الهوية من خلال استخدام التقنيات المختلفة للبصمة الوراثية والقياسات الحيوية في الأغراض الأمنية، خاصة بعد أن تزايدت معدلات الحوادث والجرائم التي أصبت تشكل قلقاً متزايداً يهدد المجتمعات البشرية كافة، وإزاء القلق المتزايد من زيادة تعداد السكان وكثرة وتنوع الجرائم تعالت الأصوات الدولية لمواجهة وكشف تنوع الجرائم التي أصبحت مرتبطة بزيادة تعداد السكان والتنافس على وسائل الحياة المختلفة. فلكل جريمة وسائلها وأهدافها وأسبابها ونتائجها الواضحة على الأفراد والمجتمعات، وجرائم السلوكيات البشرية الشاذة هي إحدى هذه الجرائم بل أخطرها في عصر امتد فيه هذا الخطر لينال من أمن مختلف الدول والمجتمعات. وقد تم إعداد هذا الكتاب ليتناول عدداً من الزوايا المختلفة المتعلقة بتطبيقات البصمة الوراثية والقياسات الحيوية بغرض استخدامها في التعريف والتحقق من الهوية للأغراض القضائية والأمنية، فالأمن هو جزء من الحياة ولا حياة بدون الأمن. فلقد عرفت البشرية السلوكيات البشرية الشاذة منذ فجر التاريخ كسلوك شاذ منحرف وخارج عن المألوف يشكل تهديداً لأمن الفرد والمحتمع، ولكن الملاحظ على هذا السلوك هو اختلاف دوافعه تبعاً لأهدافه، وكذلك تتطور وسائله مع تطور مظاهر العصر ومعطياته، ولم يجد هذا السلوك الشاذ مؤيداً غير فاعليه. فالمواطن عندما يكون مطمئناً على نفسه وعرضه وماله وغذاؤه فإن هذا هو الأمن الحقيقي للمجتمع، لأن شعور الإنسان بعدم الإطمئنان هو في الحقيقة فقدان للأمان وهدم لصفاء واستقرار الحياة. فعدم الشعور بالأمن يجعل الإنسان يفقد بكل بساطة معنى الحياة والإستقرار، حيث أن ظاهرة الفكر القائم على العنف يشكل خطراً حقيقياً يهدد إحساس الإنسان بالأمن ويسلب منه الحياة الكريمة الآمنة المستقرة. وحيث أن الإنسان هو محور وأساس الجهد الأمني، لذا كان الإهتمام بأمن وحياة الإنسان من خلال تطبيق التقنيات الحيوية في التعرّف على الهوية للأغراض الأمنية وتحقيق الحياة الآمنة المستقرة في المجتمع. وعليه، توزعت الدراسة على ثمانية أبواب وذلك لتحيط الموضوع من مختلف جوانبه. فقد جاءت الفصول وفق ما يلي: الباب الأول: تطبيق تقنيات القياسات الحيوية في تعريف الهوية. الباب الثاني: نظرة تاريخية عن اكتشاف واستخدام البصمة الوراثية في تحديد الشخصية. الباب الثالث: استخدام البصمة الصوتية في التحقق من الهوية للأغراض الأمنية. الباب الرابع: القياسات الحيوية كبعد أمني جديد لتعزيز أنظمة التعرّف والتحقق من الهوية لأغراض الأمن. الأمن الخامس: أمن المطارات والخطوط الجوية. الباب السادس: استخدام القياسات الحيوية متعددة الأنظمة والتعرّف الوجهي في التحقق من الهوية لأغراض الأمن. الباب السابع: الأدوات المفيدة لتقنيات القياسات الحيوية في التعريف والتحقق من الهوية للوصول إلى الدرجات القسوى من الأمن. الباب الثامن: مجاميع الدم في الإنسان والسيرولوجي القضائي.