يتميز التقويم التربوي - كأحد أفرع العلوم التربوية - يجمعه بين الجانبين النظري والتطبيقي ولا يقتصر الجانب النظري هنا على الإلمام بالخلفية العلمية لأسس التقويم التربوي، بل يمتد إلى أهمية معرفة جانب من المفاهيم والمعادلات الإحصائية والرياضية والإلمام بكيفية بناء المناهج...
يتميز التقويم التربوي - كأحد أفرع العلوم التربوية - يجمعه بين الجانبين النظري والتطبيقي ولا يقتصر الجانب النظري هنا على الإلمام بالخلفية العلمية لأسس التقويم التربوي، بل يمتد إلى أهمية معرفة جانب من المفاهيم والمعادلات الإحصائية والرياضية والإلمام بكيفية بناء المناهج الدراسية وطرق التدريس وغيرها. أما الجانب التطبيقي، فلا يقتصر على كيفية تطبيق الإختبارات التحصيلية وتصحيحها بل يمتد ليشمل كيفية وضع الأسئلة ونوع الإختبارات المناسبة لهذا المقرر أو ذاك أو هذه الفئة العمرية أو تلك كما يشمل إجراءات لتنقيع وتحسين الإختبارات - سواء المتاحة أو التي يبنيها المعلم بنفسه. كما لا يخلو الجانب التطبيقي من استخدام أساليب إحصائية منوعة.
وفي نظري أن ميزة هذه الكتاب الكبرى تتمثل ليس في جمعه بين الجانبين النظري والتطبيقي معاً في كل متناسق فحسب، بل وفي محافظته - عبر متن الكتاب - على التوازن الدقيق بينهما بحيث لا يطغى جانب على آخر.
والميزة الأساسية الثانية في هذا الكتاب هو مادته العلمية، بحيث غطت معالجته الموضوعات المختلفة في التقويم التربوي بشكل شامل ومكثف كل ما يبتغيه المعلم أو القارىء المثقف إذا احتاج لاستيضاح أمر أو حل مشكلة تتعلق بالتقويم التربوي.
والميزة الثالثة هو أن الكتاب لم يقتصر فقط على المراجع والأبحاث المتعلقة بموضوعات الكتاب على وفرتها، بل أفاد كذلك من مصدر آخر هو شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت). ولم يكتفِ بهذا، بل سعى كذلك إلى إشراك القارىء والمتخصص في أن ينهل مثله مما توفره تلك الشبكة من معلومات. وفي سبيل هذا، نجده يذكر في ثنايا الكتاب وفي مواضع كثيرة مواقع توفر معلومات إضافية عن القضية التي يتم معالجتها. ومع ذلك تطرق الكتاب لقضايا تتصل بالواقع التربوي المحلي في الولايات المتحدة (بلد المؤلف) مثل كيف تشتري اختبارات مقننة من الأسواق، والإختبارات المقننة الخاصة بالتحصيل في كل ولاية من الولايات ... الخ. وقد لا تفيد مثل هذه الموضوعات القارىء العربي إلا أننا ارتأينا المحافظة على نص الكتاب حتى يأخذ القارىء العربي فكرة عن الواقع التربوي في أقوى دول العالم، مع الأخذ في الإعتبار أن مثل هذه الأمور قد تكون غربية على ثقافتنا التربوية العربية.