عندما نتحدث عن طرائق التدريس وإستراتيجياته ونحن على أعتاب بداية الألفية الثالثة، يتضح الدور الخطير للمعلمين، نظراً للمركز الأساسي الذي يحتلونه في النظام التعليمي، فمع التفجر العلمي والتكنولوجي في العصر الحاضر، ومع تطور العلوم النفسية التربوية التي أكدت على ضرورة...
عندما نتحدث عن طرائق التدريس وإستراتيجياته ونحن على أعتاب بداية الألفية الثالثة، يتضح الدور الخطير للمعلمين، نظراً للمركز الأساسي الذي يحتلونه في النظام التعليمي، فمع التفجر العلمي والتكنولوجي في العصر الحاضر، ومع تطور العلوم النفسية التربوية التي أكدت على ضرورة الإهتمام بالمتعلم، وجعله محور العملية التعليمية التعليمة، والعمل على تنمية شخصيته المتكاملة جسمياً وعقلياً وإنفعالياً وإجتماعياً، لم يعد يكفي أن يتقن المعلم المادة العلمية (التي تتغير أصلاً بإستمرار) ليقوم بعمله بفاعلية ونجاح، ولم يعد مجرد ملقن للمعرفة، كما كان في المدرسة التقليدية حيث كان يكفي تزويده بكمية من المعلومات ليقوم بنقلها إلى طلبته، بل أصبح المنسق والمشجع والمحفز لتعلمهم. وبات من الضروري أن يكون متمتعاً بشخصية متكاملة مستقرة ومنفتحة، وبقدرات خلافة، معد إعداداً جيداً علمياً وثقافياً ومهنياً، وقادراً على فهم إحتياجات المتعلمين وخصائص نموهم، وعلى توجيههم وإرشادهم وتأمين الأجواء المناسبة لتيسير مشاركتهم الفعالة وتشويقهم وحفز تعلمهم وتنمية ميولهم وقدراتهم.
لذلك، جاء هذا الكتاب ليبين لمعلم القرن الحادي والعشرين ما جاءت به التربية الحديثة في هذا المجال، وضم بين جناحيه أربعة أبواب، كل باب منها إبتداء بأهداف متوخاة وانتهى بأسئلة للتقويم الذاتي، وضعت إجاباتها في نهاية الكتاب واحتوى كل باب على عدد من الفصول.
فقد جاء الباب الأول موضحاً لعناصر المنهاج وطرائق التدريس والمفاهيم المرتبطة بها، أما الباب الثاني فقد تطرق بالتفصيل إلى طرائق التدريس في ضوء الجهد الذي يقوم به كل من المعلم والمتعلم، في حين جاء الباب الثالث من هذا الكتاب موضحاً لطرائق وإستراتيجيات تدريسية خاصة وفاعلة، أما الباب الرابع والأخير فقد سلط الضوء على المعلم إستراتيجيات تدريس مهارات التفكير.