مادمت تعيش على كوكب الأرض فأينما كنت ومهما فعلت فأنت محاصر بثورة علمية عالمية، أعني ذلك حرفياً وليس مجازاً، فالحاجات البشرية كانت وستظل متغيرة، لكن المهم هو معدل ومقدار ذلك التغيير.هذا من جهة، من جهة ثانية حتى تكون المنظمة في القمة لا بد أن تواكب التطور، والتطور ليس فقط في...
مادمت تعيش على كوكب الأرض فأينما كنت ومهما فعلت فأنت محاصر بثورة علمية عالمية، أعني ذلك حرفياً وليس مجازاً، فالحاجات البشرية كانت وستظل متغيرة، لكن المهم هو معدل ومقدار ذلك التغيير. هذا من جهة، من جهة ثانية حتى تكون المنظمة في القمة لا بد أن تواكب التطور، والتطور ليس فقط في حداثة الآلات والتقنيات التي تدخل تحت بند نظام العمل، بل نقصد تطور الفكر وإنفتاحه وتهذيبه، لأن العمل مهما تطور تقنياً أو امتلك من قدرات فإنه يبقى رهين العقول التي تديره وتدبر شؤونه، لذلك أضحى التغيير والتطوير المعتمد على الفكر النير مطلباً رئيساً للنجاح وتحقيق الإنجازات في أدبيات الإدارة المعاصرة.
لقد أثبتت التجارب العلمية أن تفاعل الحاجات والمعلومات شكلاً ضغطاً هائلاً ليس على مسار منظمات الأعمال فحسب، بل أيضاً على طريقة عملها وحياتها ككل، فقد وصفت عقود الخمسينات والستينات بكونها عقود الكفاءة (Efficiency) والفاعلية (Effectiveness)، ثم عقود السبعينات وبداية الثمانينات بكونها عقود الجودة (Quality)، بعد ذلك عقود الثمانينات والتسعينات كونها عقود المرونة والبساطة (lean and Flexibility)، ثم جاء العقد الأول من الألفية الثالثة ليكون عقد الإستدامة والعولمة (Sustainability and Globalization) أخيراً وليس آخراً، حل العقد الثاني من الألفية الثالثة ضمن وتيرة تغيير على جميع الصُعد أسرع من أي وقت مضى، ليفرض أنه عقد الإبداع والإبتكار (Creativity and Innovation) بلا مُنازع وفي جميع المجالات.