يعتبر التخطيط أمر حيوي وهام لا غنى عنه في المجتمعات التي تحاول الإسراع بعملية التنمية الإجتماعية والإقتصادية للحاق بركب التقدم، وهو فن وعلم ومنهج ونشاط متعدد الأبعاد، ويسعى دائماً إلى تحقيق التكامل بين ابعاده المختلفة، ويتعاطى في بعده الزمني مع الماضي والحاضر والمستقبل...

يعتبر التخطيط أمر حيوي وهام لا غنى عنه في المجتمعات التي تحاول الإسراع بعملية التنمية الإجتماعية والإقتصادية للحاق بركب التقدم، وهو فن وعلم ومنهج ونشاط متعدد الأبعاد، ويسعى دائماً إلى تحقيق التكامل بين ابعاده المختلفة، ويتعاطى في بعده الزمني مع الماضي والحاضر والمستقبل ويقيم جسوراً بينها، وهو عملية جماعية وليست فردية وكل فرد في مجموعة المخططين له دوره الذي لا يمكن الإستغناء عنه، وفي نفس الوقت لا يمكن لأي مخطط أن يؤدي دوره التخطيطي بنجاح منفرداً دون الإشتراك والتعاون مع المخططين الآخرين في مراحل عملية التخطيط المختلفة، وهو السمة الأساسية والغالبة في حياة الإنسان وحياة المجتمعات ككل والوسيلة الهادفة إلى تحقيق التنمية المتكاملة حيث لا يمكن إحداث التنمية دون الأخذ بأسلوب التخطيط كأسلوب علمي لإشباع الحاجات ومواجهة المشكلات؛ مما يؤدي إلى تحقيق معدلات أعلى للرفاهية الإجتماعية لأفراد المجتمع؛ ولكن التخطيط يختلف فيما بين الدول ذات التخطيط المركزي التي تعتمد على الملكية العامة لأدوات الإنتاج عنه في الدول ذات الإقتصاد الحر التي تعتمد على الملكية الخاصة وأليات السوق الحر، والتخطيط بذلك يعني التفكير والتدبير والتأمل العلمي في الأمور ثم التبصر قبل اتخاذ القرار؛ لذلك فإن توفر جهاز متفرغ لأعمال التخطيط يعتبر من الضروريات التي تفرضها طبيعة العملية التخطيطية ذاتها.
ويتناول المؤلفان في هذا الكتاب أحد عشر فصلاً؛ حيث يركز الفصل الأول على مفهوم التخطيط الإجتماعي وأهدافه وأنواعه ومستوياته، بينما يعرض الفصل الثاني أساسيات التخطيط الإجتماعي فلسفة ومبادئه وعملياته، ومراحله، والبحث العلمي ودوره في التخطيط الإجتماعي، في حين يتناول الفصل الثالث عملية تحديد الأولويات في التخطيط الإجتماعي، ويعرض الفصل الرابع عملية اتخاذ القرارات في التخطيط الإجتماعي، ويناقش الفصل الخامس العلاقة بين الخدمة اجتماعية والتخطيط الإجتماعي، ويستعرض المؤلفان في الفصل السادس التخطيط الإجتماعي في الدول الرأسمالية، وفي الفصل السابع التخطيط الإجتماعي في الدول الإشتراكية، وفي الفصل الثامن التخطيط الإجتماعي في الدول النامية، بينما يركز الفصل التاسع على التخطيط الإستراتيجي في إطار مهنة الخدمة الإجتماعية، ويركز الفصل العاشر على التخطيط الإجتماعي من المنظور الإسلامي، وأخيراً يتناول الفصل الحادي عشر على التخطيط الإقليمي، ويسعى المؤلفان أن يساهم هذا الكتاب في إثراء المكتبة العربية خاصة في تخصص التخطيط الإجتماعي.