قرص مدمج، قرص مدمج تفاعلي، الطرق السيارة للمعلومات، التليفزيون التفاعلي... هذه هي شعارات "الثورة" الرقمية التي تم الإعلان عنها بكثير من التطبيل الإعلامي المصحوب بالكثير من المزايدات التكنولوجية، ليظهر لنا لاحقاً أنه حتى اللاعبون الأساسيون، في هذا الميدان، ما زالو يبحرون...

قرص مدمج، قرص مدمج تفاعلي، الطرق السيارة للمعلومات، التليفزيون التفاعلي... هذه هي شعارات "الثورة" الرقمية التي تم الإعلان عنها بكثير من التطبيل الإعلامي المصحوب بالكثير من المزايدات التكنولوجية، ليظهر لنا لاحقاً أنه حتى اللاعبون الأساسيون، في هذا الميدان، ما زالو يبحرون على غير هدى في هذا المجال فما بالك بالغالبية العظمى من الأفراد.
لقد أردنا من خلال هذا العرض البانورامي لمختلف مظاهر تطور الوسائط الإعلامية الرقمية، تزويد القارئ بمعطيات عملية لتبين معالم هذا الفضاء السبراني.

ما هي التكنولوجيات التي يحيل إليها هذا المصطلح الجذاب: الوسائط المتعددة؟ ما هي إستخدامات الوسائط المتعددة؟ ما هي أسواقها؟ أي ما هي الآفاق التي تنتظر هذا القادم الجديد؟ وأخير، كيف يمكن إنتاج قرص مدمج حامل لوسائط متعددة وتسويقه؟.

إن التقدم الهائل في ميدان التكنولوجيات الرقمية قد تم بفضل المعلوماتية، وخاصة خواص الصغير (التجسيم) وتحسين المكونات الرقمية، إضافة إلى الإلكترونيات الجزئية، وتقنيات تضغيط المعطيات.

ولقد دخلت التكنولوجيات الرقمية، تباعاً في ميدان الكتابة (تحرير النصوص بإستخدام الكمبيوتر) والصوت (القرص المدمج الصوتي)، والصورة الثابتة (النشر بإستخدام الدعم الكمبيوتري)، وأخيراً، هناك إتجاه للسيطرة على الفيديو (التليفزيون التفاعلي).

وشكلت هذه البدايات، مرحلة إنطلاق لدمج كل من النص والصوت والصورة والفيديو على حامل واحد، ذلك أن طريقة تشفيرهم واحدة، وهي الطريقة الرقمية، حيث نستطيع دمج وخلط هذه المعطيات الوسائطية المتعددة، ومعالجتها ونقلها، وطباعتها على حوامل مختلفة (ورق، شرائط فيديو، أقراص مرنة، أقراص ضوئية...) بكثير من المرونة.

أما الرهانات التي تحفل بها هذه التكنولوجيات الجديدة، فيبدو أنها تتمركز حول نوعية وتجديدات البرامج والخدمات المعروضة التي ستؤطر بدورها تطور سوق حقيقي للوسائط المتعددة، ومن وجهة النظر هذه فإن الإندماج بين كل المعارف العملية، يبدو شيئاً محورياً، بهدف تطوير الأشكال الجديدة والجذابة لمنتجات الوسائط المتمعددة التفاعلية، ودفع المستخدم لإقتنائها... وماذا عن الجمهور؟...

إن الخطاب الرسمي المحتفي بهذه التكنولوجيات الرقمية، لا يغنينا عن طرح سؤال الإستقبال الذي ستحظى به عند الجمهور... هل هذا الجمهور مستعد للإستثمار في هذه الخدمات الجديدة؟ أو ليست هناك مخاطرة بتعميق الهوة بين من يملكون مصادر مالية كافية للوصول إلى هذه الأدوات المعرفية الجديدة ومن لا توفر لهم إمكاناتهم فعل ذلك؟ ما هي السياسات التي يجب إستحداثها وتطبيقها للدخول للمجتمع الرقمي في هذه الألفية الجديدة؟.... هذا ما يحاول هذا الكتاب الإجابة عليه