مما لا شك فيه أن الفكر الإجتماعي ليس باكورة إنتاج مفكر واحد أو إنعكاس لأفكار جماعة إجتماعية معينة أو رد فعل لتأثيرات بيئية صغيرة، بل هو عبارة عن تراكم أفكار مفكرين وكتّاب ونقاد وعلماء حول الظواهر الإجتماعية والسلوك الإجتماعي ونظرتهم للمجتمع الإنساني وكيفية دراسة هذا...
مما لا شك فيه أن الفكر الإجتماعي ليس باكورة إنتاج مفكر واحد أو إنعكاس لأفكار جماعة إجتماعية معينة أو رد فعل لتأثيرات بيئية صغيرة، بل هو عبارة عن تراكم أفكار مفكرين وكتّاب ونقاد وعلماء حول الظواهر الإجتماعية والسلوك الإجتماعي ونظرتهم للمجتمع الإنساني وكيفية دراسة هذا التراكم الفكري المتأثر بفلسفة العصر الذي ظهر فيه. فقد تأثر الفكر الصراعي بفلسفة كارل ماركس وتأثر الفكر الوظيفي بالفلسفة الوضعية وتأثر التفاعل الإجتماعي بالفلسفة البرجماتية وتأثير الفكر التبادلي بالفلسفة النفعية، كذلك تأثير الفكر الإجتماعي بالبيئة الإجتماعي التي يعيشها المجتمع الإنساني فقد تأثر فكر التفاعل الإجتماعي والتبادل والدور الإجتماعي والتنظيم الإجتماعي ببيئة المجتمع الحضري والصناعي المتطور، وتأثر الفكر الصراعي بالصراع الطبقي الذي ظهر في المجتمع الأوروبي إبان القرن التاسع عشر.
وهناك تأثير ثالث هو المحيط الجغرافي حيث هناك فرق شاسع بين مفكرين علم الإجتماع الأمريكي والأوروبي، فقد اهتم الفريق الأول (الأمريكي) بدراسة المشاكل الإجتماعية التي واجهت المجتمع الأمريكي كجنوح الأحداث والجريمة والإدمان على المسكرات وإرتفاع معدل الطلاق والمشاكل العنصرية ومشاكل المهاجرين الإجتماعيين ومشاكل الأقليات الإجتماعي والأحياء الفقيرة التي برزت (هذه المشاكل) بعد الحرب العالمية الأولى فوجهت جهود علماء الإجتماع في أمريكا لمعالجتها وبذلك ظهرت بذور الإتجاه التجريبي العملي ورفض الإتجاه الوضعي والنظري والبحث عن حلول للمشاكل الإجتماعي منادين بالإنفصال الكلي عن الفلسفة أي كان إتجاهها والركون إلى فرضيات عملية من أجل فهم وعلاج مشاكل المجتمع حيث كان هدفهم الأول دراسة المجتمع والإهتمام برعاية ومعالجة مشاكله.