يتضمن هذا الكتاب أكثر من ثلاثين قراءة نقدية في أكثر من ثلاثين ديواناً شعرياً مما صدر في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن، ورسم صورة للشعر العربي الحديث بكل أشكاله وأنماطه، على وفق زمنه الممتد من مطلع النصف الثاني من القرن العشرين الماضي حتى الآن. وقد شملت القراءات تجارب...
يتضمن هذا الكتاب أكثر من ثلاثين قراءة نقدية في أكثر من ثلاثين ديواناً شعرياً مما صدر في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن، ورسم صورة للشعر العربي الحديث بكل أشكاله وأنماطه، على وفق زمنه الممتد من مطلع النصف الثاني من القرن العشرين الماضي حتى الآن. وقد شملت القراءات تجارب شعرية وشعراء معاصرين ينتمون إلى اثني عشر قطراً عربياً هي العراق وسوريا والأردن وفلسطين والسعودية والإمارات وقطر والبحرين ومصر وليبيا وتونس والمغرب،ـ أي إنهم ينتمون إلى أجيال شعرية متنوعة وتجارب شعرية وبيئات مختلفة. ولم يغفل الكتاب التجارب النسوية فكان لها نصيب من هذه القراءات، وشكل هذا النصيب، من وجهة نظر المؤلف، أهمية كبيرة على الصعد كافة، حيث شاطرت الشواعر الشعراء همومهم العامة ومواقفهم من الحياة والمشاعر الإنسانية عامة، واختلاف أساليبهم واتجاهاتهم الفنية، واستطعن أن يعبرن تعبيراً صادقاً عن أحوال المرأة العربية وطرائق تفكيرها وحاجاتها الإنسانية في المجتمعات التي يتنفسن الحياة فيها، والخوض في قضايا المجتمع الحساسة مثل الحب والعلاقات بين الرجل والمرأة وما يتعلق بذلك من عواطف جيّاشة وخلاقة وصادقة لا تحدها حدود، وبحسب ما يتمتع به كل قطر من الأقطار من حرية وانفتاح وسماح بالتعبير الحر أو السكوت عليه، بينما تجلت مشاعر البعض الآخر منهن وهي محفوفة بالإحباط، مغلفة بالحزن، متسربلة بالبكاء الصامت غالباً، فجاء المشهد الذي عكفن على رسمه بالغ العتمة، كما يبدو في القراءات المتصلة بتجاربهن الشعرية. وعليه تهدف هذه القراءات إلى استجلاء جوانب ذات أهمية في تجارب عدد من الشعراء العراقيين والعرب والوقوف على مضامينها ومكنوناتها، والإسهام، شيئاً ما، في معترك النقد الأدبي الذي صار يعج بالكثير من الشائك والمعقد. بالإضافة إلى ذلك يعد هذا الكتاب مادة تطبيقية متاحة لطلاب النقد الأدبي الحديث والمهتمين به.