-
/ عربي / USD
مع نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة، أندلعت على حين غرّة الإنتفاضات الشعبية في أكثر من بلد عربي، راحت تتساقط معها تباعاً أنظمة عربية سلطوية لم تكتفِ بقمع شعوبها وإجهاض تطلعاتها المشروعة فحسب، بل وجعلت الجمود والإنحطاط يُخيمان على الوطن العربي، وزرعت فساداً في الدولة وأجهزتها أنسدت معه كل إمكانية لتحقيق التقدّم والترّقي على غرار ما يجري في كافة أرجاء المعمورة.
وقد أدّى هذا النمط السائد من أنظمة الحكم إلى إثراء شرائح متنفّذة على حساب المصلحة العامة الجماعية، وإلى إفقار فئات إجتماعية واسعة وتهميشها وإنتشار البطالة بأعلى معدلاتها في العالم ولا سيما لدى عنصر الشباب المتعلّم، مما أفضى إلى هجرة الأدمغة على نطاق واسع، وتفريغ الإقتصادات الوطنية من طاقات علمية ومهنية هائلة.
تتناول فصول هذا الكتاب الأوجه العديدة للوهن العربي العام، المصطلح عليه به "فراغ القوة"، وذلك بناء على تحليل علاقاتنا كعرب بالعالم الخارجي، ومن ثم علاقتنا بالحداثة والتاريخ، كما تستعرض قضايا الهوية العربية الضائعة والإشكاليات الدينية المرتبطة بها، فضلاً عن المشاكل الإقتصادية والإجتماعية بوجه عام.
لعلّ الأبحاث الواردة في هذا الكتاب تُساعد القارئ على تعميق فهمه لما كنا عليه من وضع إنحطاطي خطير انطوى على إهدار كل الحقوق المشروعة، وتأبيد الهيمنات الخارجية، لا بل وإستقدام إحتلالات أجنبية متجددة للتراب الوطني، وسلب مقدرات شعوبنا وتفتيتها إلى طوائف ومذاهب وأعراق متناحرة.
إن الأمل معقود على الإنتفاضات الشعبية التي حصلت وتلك التي ستحصل على كامل الرقعة الجغرافية العربية، عسى أن تؤدّي إلى إحداث تغيير جذري شامل يعيد العرب إلى دورهم المستحق في التاريخ، ويُعيد إلى المواطن العربي الحياة السياسية الكريمة، والحياة الإقتصادية - الإجتماعية العادلة، ويمنح الشباب الفرص الكفيلة بالبقاء في أرضه وخدمة مجتمعه بأقصى قُدراته وطاقاته الخلافة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد