ظلت العربية واقفةً، وعجلة الزمان من حولها تدور، حنى بعدت الشقة بينها وبين الحياة الجديدة ومطلوبات العلوم والفنون. إن اللغة بمثابة جسم حي، يولد ثم ينمو ثم يتوالد، وإن اللغة حي يموت كما تموت جميع الأحياء، إذا امتنع عليه النماء وتعذر التوالد. وللغة كل خصائص الأحياء، مع قياس...
ظلت العربية واقفةً، وعجلة الزمان من حولها تدور، حنى بعدت الشقة بينها وبين الحياة الجديدة ومطلوبات العلوم والفنون. إن اللغة بمثابة جسم حي، يولد ثم ينمو ثم يتوالد، وإن اللغة حي يموت كما تموت جميع الأحياء، إذا امتنع عليه النماء وتعذر التوالد. وللغة كل خصائص الأحياء، مع قياس الفارق، فإذا عدمت اللغة القدرة على التغذي بعناصر جديدة، وعجزت عن تمثيل تلك العناصر تمثيلًا يحولها جزءًا من بنيتها، فإن اللغة تموت، كما يموت الحي، إذا فقد القدرة على هذه الأشياء. من هنا ينبغي لنا أن ننظر في مجمل الآراء التي دارت في هذا الموضوع، ونناقشها مناقشةً علمية، عسى أن نصل إلى قواعد ثابتة.