بعد كتاب "مواقف من أجل التنوير" يقدم الكاتب "محمد الحداد" الجزء الثاني المكمل له وهو بعنوان "قواعد التنوير". يضم العمل نصوصا محررة أو محققة أو معربة في قضايا أثارت الرأي العام تستند إلى قواعد التفكير المستنير وتضع أمام قارئها سبيلاً للخروج من مجتمع التكفير إلى مجتمع التفكير.

يتضمن العمل خمسة قواعد تغوص في بنية العقل العربي الإسلامي، جاءت كمحاورة فكرية على مستوى عالٍ من التفكر والتدبر لواقع المسلمين، منذ بدء البعثة النبوية إلى وقتنا الحاضر. وهذه القواعد هي: القاعدة الأولى "التخلي عن عقيدة الفرقة الناجية" ، القاعدة الثانية "معاملة القارىء معاملة الراشدين"، القاعدة الثالثة " محاورة الرأي بالرأي والإبتعاد بالقضايا الفكرية عن الغوغاء" ، القاعدة الرابعة "إبطال التكفير وتحديد مجال الفتوى" ، والقاعدة الخامسة والأخيرة "رفع التوجس من الجديد".

يعتبر الكاتب " ... أن المثقف الحقيقي هو من يقبل الإنتماء المزدوج: إنتماء نقدي إلى ثقافته وانتماء ذهني إلى مثل أعلى عابر للقوميات والأوطان والأديان والثقافات المخصوصة يسعى إلى أن يصوغ لغة كونية بين البشر وينحت حلولاً تستجيب للتطلعات القصوى للإنسانية (...) والمثقف إنما يسعى إلى تأسيس فضاء عام يتعامل فيه البشر بالحجة دون العنف، ومجتمعه أولى بهذا البناء (...)".

كتاب هام يسعى مؤلفه إلى توسيع إمكانية الحوار داخل المجتمعات العربية والإسلامية وهي خطوة ضرورية تستلهم تجارب الآخرين، وتجسر الفجوة بين الحضارات تمهيداً لمستقبل أفضل ومجتمع قائم على التعددية ...