-
/ عربي / USD
يضم هذا الكتاب بين دفتيه آخر وأحدث ما كتب محمد أركون في إطار مشروعه الفكري الدائم التبلور والتطوّر منذ سبعينات القرن المنصرم باتجاه رسم أفق للمستقبل المسدود، وبغية إيجاد مخرج من المأزق الرهيب الذي نتخبط فيه.
إنه عملٌ بشخص تشخيصاً راديكالياً وفي العمق، بل في عُمق العُمق، المرض العُضال الذي أبتُلينا به ولا نزال، وأعني به مشكلة التراث أو التتريث.
إنّ كل ما كتبه أركون منذ أربعين سنة وحتى الآن يندرج تحت العنوان المريض الذي لم يخفه يوماً، ألا وهو: "نقد العقل الإسلامي". وهذا لا يعني أبداً الهجوم أو التهجُم على الإسلام كما توهَّم بعض السُذج، بل المقصود به تعرض كل التراث العربي - الإسلامي لغربلة عامّة شاملة من أجل الوقوف على بنيته الداخلية، ومعرفة كيفية تشكُّله تاريخياً طيلة القرون السنة الأولى بشكل خاصّ.
فما جفّ منه وتخشّب تطرحه جانباً، ونُبقي فقط على الجوهر الروحي والأخلاقي لرسالة الإسلام العظيم؛ فالمعرفة التي نمتلكها عن الفترة التأسيسية للتراث الإسلامي لا تزال لاهوتية - أسطورية تضعه فوق التاريخ أو فوق المشروطية الإجتماعية - التاريخية.
إن نقد الذات التراثية بات ضرورة ملّحة لا يُمكن تأجيلها بعد اليوم خصوصاً بعدما وصلت أزمة الوعي الإسلامي مع نفسه هي الأخرى إلى درجة خطيرة من التأزم والتفاقم.
ومن هنا مشروعية وراهنية عمل محمد أركون في نقد العقل الإسلامي، الذي يشخّص لنا المشاكل الحارقة كما لم يشخّصها ويشرّحها مفكّر من قبل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد