كتابٌ يتصدّى لدراسة أبرز المسائل وأهمّ الإشكاليات التي تطرحها مدونة الفكر الصوفي في إفريقية والغرب الإسلامي خلال القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، وذلك من خلال قراءة التصوّف بمختلف تجاربه وتياراته الروحية والمعرفية قراءة عميقة وشاملة؛ وكذلك من خلال فهم طبيعة العلاقة التي تربطه بالظاهرة الصوفية الإسلامية العامّة مشرقاً ومغرباً؛ وعبر مقارنة أوجه تجلّي هذا الفكر في حياة المجتمع وطبيعة حضوره في التاريخ في ضوء تقاطعه مع أنساق معرفية وتعابير فنّية ووجدانية متعدّدة، بعد التمهيد لذلك بدراسة الإطار الثقافي والسياسي لتكوّن التصوّف ومصادره، ولخطابه وقضاياه الدينية والفقهية، ولقيمه الأخلاقية والذوقية العرفانية.

وهكذا، في محاولة لفهم طبيعة العلاقة القائمة ما بين المحمول المعرفي للفكر الصوفي من ناحية، والإحاطة بتجلّياته وإستتباعاته في الواقع التاريخي والسياسي والإجتماعي من جهة أخرى، استطاع صاحب هذا العمل أن يواجه ويحلّ العديد من المشكلات النظرية والمعرفية العديدة التي اكتنفت الفكر الصوفي في إفريقية والغرب الإسلامي، موظِّفاً في ذلك الأدوات والآليات المنهجية الحديثة المُستخدمة في حقول دراسية أخرى كالتاريخ والإنتربولوجيا والفلسفة وعلم الأخلاق، ناهيك عن علم أصول الفقه وعلم الكلام...