الملصق السياسي هو من الوسائل البصرية المهمة التي تقيم تواصلاً بين جهة سياسية وبين المتلقي، فكيف إذا كانت هذه الجهة حزباً يأتي من عمق العقيدة والإيديولوجيا؟ فحزب الله، كما تقول الباحثة، هو حالة فريدة بالقياس إلى الأحزاب السياسية اللبنانية الاخرى، من كونه حزب ومقاومة يستند إلى عقيدة دينية بارزة في أدبياته وتوجهاته وأدائه اليومي، ولديه إرث بصري إسلامي مغاير نسبياً في نظرته إلى الصورة التشبيهية التي استعملها الحزب بشكل بيّن، هذا البحث ينطلق في دراسته وتحليله للملصق الذي أنتجه الحزب، من بنية هذا الحزب الفكرية والثقافية والتنظيمية والتاريخية والتراثية ومحيطه الجغرافي والديموغرافي، وهو مرجع يمكن الركون إليه بثقة عالية. - د. عادل قديح

فن الملصق وشغف الجهاد... في علاقة الفن بالأيديولوجيا جدلية، تقيد الإبداع! بينت الباحثة إيليان عواد بحياية تامة كيف أن هذه العلاقة قد تأخذ منحى تصادمياً حيناً وخافتاً أحياناً، وكيف أن الأيديولوجي والإبداعي لا ينفصلان، وهما رديفان بالأساس، وحين يغلب الإبداع في مغامراته اللاواعية، تتلاشى كل القيود، فما بالك والأدلجة هنا دينية وأبعادها متجذرة غيبية وقدّسية.

من هذه العلاقة استمد الملصق عند حزب الله حضوره وفعاليته المجتمعية واستمدت الباحثة حججها وتحليلها، وبينت أنه مهما كانت قوالب والأشكال ضامة، لا بد من الفلتات الإبداعية التي تجلت في العقود الأخيرة، حين تسلّم هذه المهمة اهل العلم والإختصاص في صناعة الفن والإبداع، وقد شكلت تلك الصور التي استجمعتها الباحثة تراثاً قيماً يمكننا من الإنطلاق لتحليل معمق بنيوي متعدد المقاربات في دراسات لاحقة، وقامت بالتبويب والتصنيف المحكم وفقاً للمواضيع والأساليب والمراحل التاريخية، كما اعتمدت إشكاليتها في الفعل الإبداعي بذاته وبعلاقاته المتشعبة، مستمرة في ساحات الحوار، لا تطلق الأحكام المسبقة ولا الأحكام القيمية، بل تدرس وتدقق، كيف نبدع!...

وتساءل وتحاسب وتقرأ في الظواهر والنتائج التي جعلت من بعض النماذج أمثالاً فتانة للعين والروح معاً... للفن أدلجة خاصة به.

أ. د. هند الصوفي