-
/ عربي / USD
تعد هذه الرواية واحدة من أبرز الروايات ذات الصبغة الحداثية التي صدرت في الثمانينات، وهي تتميز بمذاق جديد أصيل خاص بها، وذلك بفعل تخليها عن عنصر الزمن وتسلسل الأحداث، وقيام علاقة تلاحم فيها بين الشكل والمضمون، واعتماد تواز زمني للأحداث والأحلام والذكريات. والموضوعات المركزية فيها هي: إخضاع الحياة الإنسانية لحقائق المكان المؤلمة، والقبضة الآسرة لتقاليد موروثة منذ قرون، وطبيعة الآلية العمياء التي تقوم عليها الدولة.
والشخصية الرئيسية فيها: معلم شاب ذهب ليدرس في منطقة نائية منعزلة من الجزيرة العربية، مثله في ذلك مثل مئات من المعلمين الذين ينقلون من جميع أقطار الوطن العربي لتلك الغاية، فهو يستعيد تجربة ممضة بالغة الإيلام من الاغتراب والواحدة، وهو مبتلي بالهلوسات والمخاوف وضروب الهلع والكوابيس، والحرمان المطلق في مواجهة المتطلبات الأساسية للعودة إلى حالة سوية، فحياته في واقع الأمر عذاب محض. وكثيراً ما نجد في الرواية خلطاً تاماً بين الواقع والحلم، بين الحقيقة والخيال، ووحدة غريبة بين عالمي الإنسان والحيوان، وهناك أيضاً غياب غريب للمرأة التي تتحول إلى حلم بعيد المنال وتغدو مصدراً للعذاب والأوهام، وشبحاً لا حدود له تحيط به المحرمات والأخطار.
وتبلغ قوة المكان، وهو الصحراء هنا، حداً تجعله يحل محل الزمان، الذي يجري في كل اتجاه، ويلف دون انتظام الماضي والمستقبل، وينكفئ عائداً إلى الماضي مؤكداً السيطرة الكلية للمكان. هذه رواية تتضح بالألم والكرب المطلق، كرب يمثل نموذجاً لتجربة آلاف الشبان منذ اكتشاف النفط في الجزيرة العربية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد