-
/ عربي / USD
"في لقائي الثاني قال لي: أنتم الفلسطينيون مشكلة متجاوزاً مسألة الجنسية غير الفلسطينية التي أهملها وجواز السفر القابع في درج مكتبه. قلت: لماذا نحن مشكلة. قال مشكلتنا معكم أن الفلسطيني موجود في المكان الذي هو فيه، والمكان الذي جاء منه والمكان الذي سيذهب إليها فأعجبتني عبارته. وكنت أسجل دائماً أهم ما أسمعه.. فقلت: هل تسمح لي بتسجيل جملتك. فقال تفضل. فتفضلت. أخرجت قلماً ولكني لم أجد ورقة. فمد يده بواحدة من تلك الأوراق المربعة التي توزعها الشركات الكبرى كشكل من أشكال الدعاية. وكتبت أول الجملة. توقفت. ولم أكن خائفاً في أي يوم من الأيام من الاستدعاء. خاصة بعد أن تبين لي: أن الباشا ليس باشا، إنما رجل.. رجل فقط. قلت له: إذا سمحت... لا أريد أن أكتب معنى الجملة... فهل تسمح بإعادتها. فقال حاضر. فأعادها كما لو أنه حفظها من زمن. وشكرته. سأل: ستستخدمها في كتاباتك؟ قلت: ربما. هز رأسه بسخرية.. وقال: الآن فقط، أستطيع القول أنني دخلت التاريخ".
"مجرد 2 فقط" نص لا يتحدث فيه إبراهيم نصر الله عن الحرية بل يعيشها في علاقته الفنية، وهو بما يقدن من نص روائي يقود القارئ إلى عمق المأساة الفلسطينية بطريقة فريدة غير متوقعة، فيلتقط المشهد البانورامي العريض لمأساة شعبه على امتداد أكثر من نصف قرن عبر تقنية بصرية سمعية حسية استطاعت أن تمنح المرئيات المألوفة براءة جديدة وولادة متجددة عمقت من كثافة شعرية القصص وحررته من الرقابة والآلية، مما جعل هذه الشعرية تسهم في إنتاج المعرفة، وفي إنتاج الحقيقة أيضاً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد