خلال العمل التبليغي في سنوات متمادية خصوصاً في شهر رمضان المبارك وجدت بأن المجتمع الإسلامي، وبالأخص الشباب بحاجة ماسة إلى التعرف على الفضائل الأخلاقية والتحلي بها، والمعارف الإلهية والاعتقاد بها، سيما التعرف على علوم ومعارف وأخلاق النبي وأهل بيته الطاهرين ورأيت أن أفضل...
خلال العمل التبليغي في سنوات متمادية خصوصاً في شهر رمضان المبارك وجدت بأن المجتمع الإسلامي، وبالأخص الشباب بحاجة ماسة إلى التعرف على الفضائل الأخلاقية والتحلي بها، والمعارف الإلهية والاعتقاد بها، سيما التعرف على علوم ومعارف وأخلاق النبي وأهل بيته الطاهرين ورأيت أن أفضل الأوقات لاستماع هذه الأبحاث، والتأثر بها، شهر رمضان المبارك، ذلك لانكسار الشهوات واستعداد النفوس بفضل الصيام والقيام، ونزول البركة والتوفيق الإلهي من رب الأنام، وبذلك ينجو الناس من الفساد والإنحطاط، ويسموا نحو الصواب والرشاد. ومن هذا المنطلق اخترت الخطبة الشعبانية للرسول الأعظم التي خطبها في استقبال شهر رمضان الأكرم، لما فيها من المعاني الأخلاقية العالية، والمعارف السامية، وجعلتها محوراً لأبحاث هذا الكتاب فشرعت بتأليفه على ضوء ما تتضمنه هذه الخطبة الشريفة مشتملاً على آيات من الكتاب العزيز، وأحاديث من السنة النبوية، وأخبار أهل البيت، وقصص الأنبياء وأقوال العلماء، وبعض الحكايات الطريفة، وكذا تطرقت إلى مواضيع مهمة حسبما تقتضيه المناسبات الرمضانية من أحزان وأفراح، ومواضيع ينبغي أن تطرح ويتعرف عليها المؤمنون في هذه الليالي المباركة، من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته، أو بحوث فكرية وثقافية واجتماعية، فكان هذا الكتاب الذي بين يديك.
ولقد رتبته على ثلاثين مجلساً في ثلاثين ليلة بما يناسب ليالي شهر رمضان المبارك، وختمته بالحديث عن العيد والعودة إلى الله تعالى، وسميته (أفضل الليالي) اقتباساً من الخطبة الشريفة، حيث جاء فيها (ولياليه أفضل الليالي)، وأرجوا أن أكون ممن وفق في المساهمة في نشر المعارف الإلهية والعلوم الأخلاقية، والدعوة إلى الله، وإرشاد الأمة الإسلامية، آملاً أن ينتفع به طلاب المعرفة بشكل عام، والخطباء والمبلغون بشكل خاص...