يصف "جونيشيرو تانيزاكي" في روايته (يوميات عجوز مجنون) بعض المشاعر التي تهيمن على الإنسان في مراحل مفصلية من حياته وخاصة في نهاية العمر، ولكن في هذه الرواية يضعنا الراوي أمام صالة خاصة لرجل يقارب الـ (74) عاماً يصبح متيماُ بزوجة ابنه ومهووساً يعشق (قدميها). أما هي فتعامله بقسوة...
يصف "جونيشيرو تانيزاكي" في روايته (يوميات عجوز مجنون) بعض المشاعر التي تهيمن على الإنسان في مراحل مفصلية من حياته وخاصة في نهاية العمر، ولكن في هذه الرواية يضعنا الراوي أمام صالة خاصة لرجل يقارب الـ (74) عاماً يصبح متيماُ بزوجة ابنه ومهووساً يعشق (قدميها). أما هي فتعامله بقسوة وجفاء.والأقدام مهمة عند "تانيزاكي"، لكن يوجد شيء آخر، أيضاً –الشياء الفاسدة تستثمر بسحر رمزي، فالتقديس النسي لجزء من جسد المرأة أو شيء من خصوصيتها هو الذي يمكن الطفل من أن يمر من الأم إلى العالم، حاملاً قطعة منها، يمكن أن تكون أي شيء حذاء، قطعة ملابس، خصلة من شعر، يتوقف الأمر على الرغبة في حياته بحيث أصبح مفتوناً بشيء ما رغب فيه ولكنه لم يكن قادراً على الفهم. وهذا التحليل يقارب رأي "فرويد" الذي يورد مثال الرجل الذي "يفتتن بلمعان أنف شخص ما" على سبيل المثال.لقد بدأ ذلك صادماً من الناحية الأخلاقية، بل إنها نزوة غير شريفة من رجل عجوز أن يفضل أقدام امرأة شابة عن زوجتهن أو عن أي فرد في عائلته، وعلى الرغم من ذلك فإن "تانيزاكي" يبدو كما لو أنه يقول، حتى في النهاية الفعلية للحياة، لا تريد النفس أن تحيا فقط فمذكرات رجل عجوز مجنون تظهر، على الأقل، الإصرار على الرغبة، إنها تعزى إلى قوتها، ولكن لا شك أنها علاقة ولع شديد، ويمكن وصفها على أنها افتتان، لكن لا ينظر إليها كحب..وعلى هذا تبدو رواية (يوميات عجوز مجنون) تثير أسئلة أكثر مما يبدو أنها تجيب عنها، وهو ما يمثل جزءاً من ذكاءها في بحثها عن الرغبة المحرمة...