-
/ عربي / USD
يطرح علماء الاجتماع وعلماء النفس، وهم يلاحظون الظواهر السلوكية الفردية والاجتماعية سؤالاً على جانب كبير من الأهمية.
هل يستطيع الإنسان التحكم بسلوكه؟ فإذا كان السلوك البشري، الفردي والاجتماعي مخموماً لسلسلة من العوامل التربوية والبيئية والوراثية في بعض الأحيان، وإن كان الذوق العام يترك للمجتمع وما يخلقه من أعراف وعادات وتقاليد يترك أثره البالغ في البناء النفسي والمسلكي للإنسان، فهل يستطيع الإنسان الفرد، وبالتالي، هل تستطيع الجماعة البشرية في مجتمع ما من خلق عناصر تحفيزية للعوامل الخيرة بشكل يتيح للإنسان إمكانية تقويم سلوكه كفرد، وقدرته الخيرة على الانسجام والتناغم مع المجتمع بصورة ترقى بالمجتمع الإنساني إلى مستويات حضارية مرموقة؟
ومن خلال الملاحظة والمتابعة وجد علماء النفس، العديد من الوسائل التي تساعد الإدارة الإنسانية الطيبة على تحفيز عناصر الفعل والوعي والبناء الذاتي للنفس البشرية والمجتمع الإسلامي باعتباره جزءاً من المجتمع البشري، يستطيع الإفادة من تلك المبادئ التي باتت تستخدم على نطاق واسع في الوسائل التربوية الحديثة. بيد أن الثقافة الإسلامية تمتلك منظومة تربوية ثرية استطاعت وعلى مدى خمسة عشر قرناً من سبك الشخصية الإسلامية الفردية والاجتماعية على صورة مذهلة.
وقد أطلق الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم على مجموعة الأفعال التي من شأنها تربية النفس الإنسانية وتقويمها اسم الجهاد الأكبر.
والكاتب من هذا العمل الجديد، يحاول كعادته الاستفادة من ثقافته الإسلامية الواسعة لتناول موضوع التحفيز الإيماني من خلال إحداث آليات علم النفس التربوي، وعشرات النصوص الإسلامية التي تشكل ذخيرة تربوية قل نظيرها. فالآليات والروايات التي تؤكد على تقدير الذات وعلوم الهمة والعزيمة، وبناء الإرادة، والتوكل والتفاؤل، والتسليم والرضا... كل ذلك عبارة عن آليات استفاد منها المجتمع الإسلامي في مسألة بناء الشخصية الإيمانية، وتحفيز عناصر الإيمان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد