-
/ عربي / USD
أو ليست غفلة أن الناس ينامون ويأكلون ويدأبون من أجل الحياة الغانية، وفي كل يوم يزدادون تعلقاً وحباً وعملاً لتوفير حياة أفضل ومستقبل أحسن، لكن في الوقت نفسه العمر يتقدم بهم ويسوقهم نحو القبر الذي هو الآخر سيطالبهم بالعlل والجد والتعب وهم إنشغالهم بالدنيا يغفلون عن الآخرة، يهتمون بإعمار هذه الدنيا الدنية ويغفلون عن إعمار الآخرة، ويغفلون عن حقيقة العبودية فإسأل نفسك الآن هل أنت عبد الله؟ وقد تجد هذا السؤال أمراً غريباً وكأنه بديهي لا ينبعي أن تسأله لنفسك؟ هل أنت عبد حقاً حقاً..لله تعالى، فإذا أجبت بنعم فهل تعرف حقيقة العبودية؟ هل تشعر بعظمة الله في قلبك؟ هل تشعر بهيبته في نفسك؟ هل تشعر بحضوره الدائم؟ هل تشعر بمراقبته لك؟ هل حالك مع ربك كما الرعية مع ملكها؟ هل أخضعت إرادتك لإرادة الله تعالى بحيث تنمي إرادتك في إرادة الله تعالى؟ سئل الصداق عن حقيقة العبودية، فقال ثلاثة أشياء" أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله إليه ملكاً لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله تعالى به، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيراً، وجملة إشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه، فهذا أول درجة المتقين. وهناك شرائط أخرى قد ذكرها الله تعالى في حديث المعراج، فقد خاطب رب العزة والجلال حبيبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال له: يا أحمد هل تدري متى يكون لي العبد عابداً؟ قال صلى الله عليه وسلم لا يارب، فقال جل جلاله: إذا إجتمع فيه سبع خصال: 1-درع يحجزه عن المحارم. 2-صمت يكفه عما لا يعنيه. 3-خوف يزداد كل يوم من بكائه.4-حياء يستحي مني في الخلاء. 5-أكل ما لا بد منه.6-يبغض الدنيا لبغي لها. 7-يحب الأخيار لحبي لهم. " إلهي...هذا ذلي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك، منك أطلب الوصول إليك، وبك أستدل عليك، فإهديني بنورك إليك، وإمتحني بصدق العبودية بين يديك...".في هذه المناخات تأتي كلمات هذا الكتاب...كلمات تغزو الأعماق وتهز الوجدان...كلمات تسبو أغوار كل روح تائقة إلى اليقظة. تتلمس بإخلاص الطريق إلى خالقها وبارئها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد