مما لا شك فيه أن أدب الأطفال له قوة كبيرة ومدى عميق في تهذيب سلوك الطفل، فمن خلال اللغة الي يطوعها القاص لصالح القصة، والطريقة التي يدرك بها عقلية الطفل، سوف تصل الرسالة إلى ذهنه، وتساهم في بلورة شخصيته والتأثير فيها في مرحلة الطفولة ثم البلوغ والرشد. وهذه حقيقة يجمع عليها...

مما لا شك فيه أن أدب الأطفال له قوة كبيرة ومدى عميق في تهذيب سلوك الطفل، فمن خلال اللغة الي يطوعها القاص لصالح القصة، والطريقة التي يدرك بها عقلية الطفل، سوف تصل الرسالة إلى ذهنه، وتساهم في بلورة شخصيته والتأثير فيها في مرحلة الطفولة ثم البلوغ والرشد. وهذه حقيقة يجمع عليها الناس بأنها من مسؤولية الأدباء. من هذا المنطلق عمل الأستاذ "موسى حسين صفوان" في مجموعته هذه والمؤلفة من عشرة أجزاء متسلسلة على وضع الأرضية الصلبة لنشأة أجيالنا من الناحية الدينية. فجاءت هذه المجموعة على أسس علمية ذات طابع ديني يناسب عمرهم العقلي والجسمي، حتى تكون القصص ذات جدوى وفي الوقت عينه تحمل المتعة والتشويق حين قراءتها.
وفي "سلسلة من معاجز الرسول (ص): يأخذ الكاتب أطفالنا في رحلة مشوّقة يتعرفون من خلالها على نبي الرحمة في الإسلام (محمد ص) ويبدأها
أولاً – شارات الأنبياء بسيدنا محمد (ص)، يتعرف الطفل في هذا الجزء على قصة النبي "إبراهيم" (عليه السلام) و "إسماعيل" و "إسحق" و "يعقوب" و "عيسى" والبشارة بمولد رسول الله (ص).
ثانيا – معجزات الولادة المباركة، حيث استفاق "حمائم الجوار الآمن كانت راقدة عند شرفات مكة، وحول مقام إبراهيم ... فجأة ... سطع نور باهر من ناحية منزل عبد المطلب ... استفاقت الطيور ... مكة كلها نائمة "يا إلهي ملائكة السماء تهبط وتصعد ... بشراك يا آمنة ، لقد حملت بسيد هذه الأمة ...".
ثالثاً – الطفل المبارك، وفيه قصة مشوقة عن حليمة السورية وإرضاعها لأكرم خلقه وخاتم رسله، أما معجزة شق الصدر "فقد رووا إن ملائكةٍ نزلوا من السماء على محمد (ص) حيث كان في البرية فشقوا صدره الشريف وأخرجوا منه علقة سوداء، ثم صعدوا ...
رابعاً – قصة الإستقصاء، حيث انفجرت السماء بماء منهمر، وسالت المياه بالوديان ببركة النبي (محمد (ص) وهو لا يزال طفلاً يافعاً يمشي بين قومه.
خامساً – الراهب بحيراء، "لقد كان بحيراء من أعلم رهبان النصرانية، وكان يقرأ في الكتب القدمية أن نبياً سوف يأتي، (...) فهل يكون هذا النبي أحد المسافرين في هذه القافلة ...؟.
سادساً - معاجز أول البعثة: حيث كان النبي (ص) على علاقة بربه لا يعرفها أحد غيره "كان يصعد كل عام إلى غار حراء ليتنسك، هناك على جبل النور ..."
سابعاً – معاجز الرسول (ص) في مكة، وفيها قصة أبو لهب مع الرسول (ص) والمؤامرة التي حيكت ضده "واتفقوا أن يقتلوه، وهم أبوجهل، والوليد بن المغيرة ونفر من بني مخزوم ... وكان النبي (ص) يصلي في أحد الشعاب ..." فماذا حدث بعد ذلك؟
ثامناً – معاجز هجرة الرسول (ص) ونقرأ فيها كيف أراد رجال قريش التربص بالنبي (ص) وقتله وكيف نجاه الله (عز وجل).
تاسعاً – معاجز النبي (ص) بعد الهجرة وهي المرحلة التي وصل النبي فيها إلى المدينة المنورة وبناءه المسجد الحرام وكيف خاف القرشيون على نفوذهم وضياع مصالحهم، فوصفوه بالساحر عندما شفي طفل مريض ...؟.
عاشراً – معاجز النبي (ص) في المدينة المنورة ونقرأ فيها كيف دسوا السم في طعام الرسول (ص) وروي عنه (ص): قتلني سم اليهودية. فأكرمه الله سبحانه وتعالى بالشهادة، وقد قال بعض أئمة أهل البيت (عليهم السلام): "ما منا إلا مقتول أو مسموم".
وهكذا قدم "موسى حسين صفوان" لأطفالنا مجموعة قصصية جميلة وشيّقة مدعمة بالصور لتتيح لنا التعرف أكثر على دينهم ونشأة الإسلام على يد نبي الأمة محمد (ص).